وفي أول آب سنة 1909 أنشأ فارس أفندي مشرق الشويري اللباني مع لجنة زحلية وطنية معرضا عاما في زحلة إلى جنوبي نزل (لوكندة) عين الدوق، وقد جمع نفائس الصناعات الوطنية من فلسطين وسورية ولبنان، وتقاطر الناس إلى زحلة في ذلك الصيف وأقفلت أبوابه في أول تشرين الأول. وفي 20 تشرين الأول سن 1909 طاف نهر البردوني وأضر بالعقارات والأبنية وهدم بعض الجسور، وعاد السيل طاميا في أواسط تشرين الثاني حتى خرت منه مرافض الأودية، وكثرت الخسارة في الأراضي التي جرفتها المياه والسيول. وفي صيف سنة 1910 أسس محفل «الحرية والاعتدال» العثماني الماسوني (نمرو 13)، وشاعت في زحلة المبادئ الماسونية.
وفي أواخر سنة 1910 وأوائل سنة 1911 سقط ثلج كبير في أثناء أربعين يوما متواصلة وتراكم على الأرض زمنا طويلا، وأوقف القطار كل تلك المدة بين بيروت ودمشق وضويقت زحلة، ولكن لم يحدث فيها غلاء مثل غيرها كحلب ودمشق وبعض المدن الأخرى. وفيها أنجزت الدار الأسقفية الكاثوليكية بعناية السيد كيرللس مغبغب، وفيها أنجز سيادة المطران جرمانوس شحاده أسقف زحلة الأرثوذكسي بناء الدار الأسقفية على طرز جميل متقن . وفي ربيع هذه السنة 1912 وصلت من نيويورك الساعة الدقاقة الكبيرة التي أهدتها السيدة نجلاء المطران الزحلية عقيلة قيصر أفندي الصباغ إلى الدار الأسقفية الكاثوليكية، وستنصب فيها قريبا. وفيها باع الرهبان الحناويون الأرض الواقعة بين جسر عين الدويليبي وجسر الصلح، فابتاع المفوض البلدي منها محل الحديقة (المنشية)، وسيبدأ بترتيبها قريبا. وفيها ابتدأ الرهبان المذكورون بتشييد نزل (لوكندة) من أفخم أنزال المدينة عظما وهندسة وإتقانا، وهو على ضفة النهر الجنوبية إلى غربي جسر عين الدويليبي ومقابل الأنزال الجديدة.
وفي أواخر نيسان وأوائل أيار منها حدثت عواصف وأنواء شديدة في كثير من جهات سورية وسقط ثلج وبرد؛ فأتلف الكروم والتوت، ولا سيما في زحلة والصرود و(الجرود) العالية وأضر بالزروع. وغرقت الباخرة تيتانيك الإنكليزية بصدمة جبل جمدي من القطب الشمالي، وغرق من ركابها نحو ألف وستمائة بينهم نقولا نصر الله من زحلة وسلم نحو ثمانيمائة بينهم السيدة أدال أرملة نقولا المذكور. وتيتانيك أعظم باخرة ونكبتها أعظم نكبة.
وقد تولى إدارة قائمية مقام زحلة منذ تنظيم المتصرفية إلى الآن كل من الأمير عبد الله أبي اللمع من فالوغة، وسليم الصوصه من دير القمر، وحنا زلزل من بكفيه بمدة متصرفية داود باشا الأرمني، وكان قائم المقام يسمى مديرا إلى زمن ثالثهم حنا زلزل، فسمي قائم مقام وبقي ذلك إلى يومنا، ثم تولى فارس زلزل من بكفيه، وخليل الجاويش من دير القمر، والأمير مجيد شهاب من كفر شيمه بزمن فرنكو باشا، وحبيب العكاوي من دير القمر، وملحم الشميل من كفر شيمه بزمن رستم باشا، وإسكندر الحداد من جزين، والشيخ حبيب لطف الله من بطشيه، وإلياس بك الباشا من دير القمر بزمن واصه باشا، والشيخ حبيب لطف الله (ثانية)، وإلياس بك الباشا (ثانية)، وسليمان أفندي الجاهل من دير القمر بزمن نعوم باشا، والشيخ حبيب لطف الله (ثالثة)، وإبراهيم بك أبي خاطر من زحلة، ثم سليمان أفندي الجاهل (ثانية) بزمن مظفر باشا، ثم إلياس بك الباشا (ثالثة)، وبطرس بك كرامة من دير القمر، وخليل بك مراد مسلم قائم المقام الحالي من زحلة بزمن صاحب الدولة يوسف باشا فرنكو المتصرف الحالي.
وكان في مديرية زحلة بمدة داود باشا مجلس مؤلف من حبيب بك العن من الروم الكاثوليك، وإبراهيم البحمدوني من الأرثوذكس، وناصيف جدعون من الموارنة، وعبد الوارث من المسلمين، وجميعهم من زحلة. وكان رئيس المجلس سليم الصوصه قائم المقام. ثم بعد أن صارت المديرية قائمية مقام صار القاضي في محكمتها جبران مشاقة من دير القمر، ثم نخله (مخايل) زلزل من بكفيه وجبران مشاقة (ثانية)، وملحم زلزل من بكفيه، ونخلة زلزل (ثانية)، وأسعد جبور المعلوف من كفر عقاب، والأمير مجيد شهاب (الذي كان قائم مقام)، وأسعد بك زلزل من بكفيه، وداود أفندي عيسى من دير القمر، والأمير مجيد شهاب (ثانية)، وإسكندر أفندي الجاويش من دير القمر، وسليم بك أسعد المعلوف من كفر عقاب أيضا، ثم سليمان أفندي أبو خالد من زحلة وهو الرئيس الحالي.
ومعلوم أن حكومة زحلة تؤلف الآن من قائم مقام ورئيس محكمة كاثوليكيين، وعضوين أرثوذكسي وماروني، وكتاب من الكاثوليك، وانتخابها الإداري هو خاص بها لا يشاركها فيه قضاء آخر. فقضاء زحلة ليس فيه مديرين ولا شيوخ صلح، فلهذا يكون انتخاب العضو الإداري فيه بأكثرية واحد وأربعين صوتا توزع على حاراتها العشر هكذا: حارة الراسية سبعة أصوات، وحارة سيدة النجاة (المعالفة) ثلاثة، وحارة مار إلياس المخلصية (الضيعة) سبعة أصوات ستة منها يشترك بها معها حوش الأمراء وصوت للمسلمين، وحارتا مارانطونيوس والقديسة تقلا معا ثلاثة، وحارتا مار مخايل ومارجرجس معا أربعة، وحارة سيدة البربارة صوتان، وحارة الميدان صوتان، وحوش الزراعنة صوت، وجميعهم من الروم الكاثوليك، وأما الموارنة فستة أصوات، والأرثوذكسيون ستة أيضا، وأصوات هاتين الطائفتين مشتركة في جميع الحارات، فلا يمكن حصرها في إحداها، فتوزع كل حارة أصواتها على مكلفيها؛ فيتراوح معدل الصوت غالبا بين الثلاثين والأربعين مصوتا من الحاضرين لا الغائبين، فيكون التصويت إفراديا، ويترجح الانتخاب لمن ينال واحدا وعشرين صوتا فما فوق، وقد انتخب للمجلس الإداري الكبير على هذه الطريقة في أثناء كل ست سنوات
9
كل من عبد الله أبي خاطر، فاستقال وخلفه عبد الله مسلم وسليم المطران، وناصيف غره، وإبراهيم باشا نعمان المعلوف، وإبراهيم بك عساف مسلم، ونعمان المعلوف، ويوسف بك البريدي العضو الحالي (ثلث)، ولهم جميعهم مشاريع مفيدة للبلدة لا تزال ناطقة بفضلهم، فسليم المطران أوصل طريق العربات من شتوره إلى زحلة وبنى جسر الصلح. وناصيف غرة أحال ثلث دخل قلم الحسبة إلى المفوض البلدي. وإبراهيم باشا المعلوف قرر الحدود بين ولاية سورية الجليلة ومتصرفية لبنان من جهة البقاع وبناء دار الحكومة الحالية، وأوصل طريق المعلقة إلى زحلة. ونعمان المعلوف أرجع لبلدية زحلة 30 ألف غرش كانت موقوفة في صندوق النافعة من مال الفاعل (المكلف) لإصلاحات البلد، وبنى جسر الصفة، وسعى بجر المياه إلى زحلة، ثم زادت الشركة ثمن المتر مخالفة لشروطها الأولية فأبى الزحليون، فغرمتهم الحكومة بقيمة 1200 ليرة عثمانية تعويضا على الشركة وتوقف العمل. ويوسف بك البريدي أحال ثلثي دخل الحسبة الباقيين في صندوق النافعة إلى المفوض البلدي، وبنى جسري عين الدويليبي والدباغة، وسعى بجلب مياه نبع الزويتيني إلى البلدة ووزع في أحيائها، ونال امتياز الكهربائية وسعى بإنشاء حديقتي البردوني والبيادر. ومما ينتقد في طريقة هذا الانتخاب تفشي الانقسامات والتحزبات إلى وقت طويل مما قد يفضي إلى العداوات الشديدة. (2) شئونها الدينية
نبغ من الزحليين عدد من رؤساء الأساقفة والأساقفة ورؤساء الرهبانيات العامين والمدبرين ورؤساء الأديار والمدارس والمؤلفين وغيرهم من أرباب التقوى التي عرف الزحليون بها منذ القديم. فممن نبغ منهم المطوبا الذكر السيد بطرس الرابع الجريجيري بطريرك أنطاكية وإسكندرية وأورشليم للروم الكاثوليك،
10
نامعلوم صفحہ