مدینہ فاضلہ عبر تاریخ
المدينة الفاضلة عبر التاريخ
اصناف
Gilles De Gourmont
في باريس في أواخر عام 1517م، وأصدر الأخرى الناشر فروبن
Froben . من مدينة بازل (أوبال) في شهر مارس عام 1518م. ثم ظهرت طبعة جديدة في شهر نوفمبر عام 1518م.
وعلى الرغم من السعي المخلص لإرازموس لتقديم كتاب مور إلى الباحثين الأوروبيين الذين كان على اتصال بهم، فيبدو أنه لم يكن راضيا عنه كل الرضا. ولذلك اكتفى بتزويد الطبعة الثالثة بمقدمة تحولت فيها شكوكه إلى مجاملة رقيقة: «لقد أسعدتني دائما كتابات صديقي مور، لكن صداقتي الحميمة كانت تجعلني أسيء الظن بأحكامي. ولكنني أرى الآن أن جميع المثقفين بلا استثناء يؤيدون رأيي، بل إنهم يفوقونني في تقدير عبقرية الرجل الفذة - ولا يرجع هذا إلى زيادة حبهم له على حبي، بل إلى أنهم أكثر مني فطنة واستنارة - وإني لأميل الآن إلى تأييد حكمي عليه ولن أتردد في المستقبل عن التعبير عن رأيي.»
كان مور وإرازموس على اتفاق في وجهات نظرهما حول قضايا عديدة. فكلاهما مؤمن بضرورة إصلاح الكنيسة إصلاحا ليبراليا وإنسانيا بعيدا عن الانقسامات المذهبية، وكلاهما معجب بالفلسفة اليونانية إعجابا شديدا وكاره للمذاهب المدرسية، وقد هاجم كلاهما السلطة المستبدة لرجال الدين ونظام الحكم الملكي، كما آمنا بضرورة تخلي الإنسان عن أنانيته وشهواته وتكبره قبل التفكير في إيجاد المجتمع الأفضل. ولكن من المستبعد أن يكون إرازموس قد انجذب إلى «شيوعية الدولة» عند مور. فقد أثار في بعض أقواله الحكيمة هذا السؤال: «هل ينبغي علينا حرمان الأغنياء من ثرواتهم؟» وأجاب عليه قائلا: «لا، لأن كل الثروات تعوزها التقوى. إنني أريد منهم أن يتخلصوا بأنفسهم من ثرواتهم، أو على الأقل أن تنزع عنهم ثرواتهم ويظلوا مالكين لها وكأنهم لم يملكوها أبدا.» وهذا يمثل الموقف المسيحي التقليدي من الملكية، وإرازموس لا يزيد على أن يكون مجرد صدى للآباء المسيحيين. وكذلك أراد مور «تغييرا في القلب»، ولكنه آمن بأنه إذا أمكن تغيير المؤسسات عن طريق بعض المشرعين فإن ذلك سوف يعجل بالتقدم الأخلاقي للبشرية.
ويرجح أيضا ألا يكون إرازموس قد انجذب لمجتمع مور المنظم تنظيما دقيقا صارما، فهو مجتمع تشتم منه رائحة الأديرة بقوة، هذه الأديرة التي كتب (أي إرازموس) ضدها أكثر صفحاته قسوة. وإذا كان قد عارض الحياة المنظمة بشكل مصطنع، قد اعترض بنفس القوة على حرمان الإنسان من غرائزه وعواطفه الطبيعية لتحويله إلى آلية عقلية. إن رجال مور المثاليين هم بشر غير إنسانيين بتاتا، لأنهم غير قادرين على الإحساس بأي مشاعر ، غير تلك التي تمليها عليهم قوانين معينة، أو لأنهم ممنوعون من ذلك، إنهم جميعا يشبهون ذلك «الرجل الحكيم» الذي سبق أن سخر منه إرازموس في كتابه مدح الحماقة: «... فليهنئوا ما شاءوا مع رجلهم الحكيم هذا؛ ليتمتعوا به وليحبوه بغير منافس ويعيش معه في دولة أفلاطون وهي بلد المثل، أو في بساتين طنطالوس. ومن ذا الذي لا ينأى بنفسه عن مثل هذا الرجل ولا يفزع منه كما يفزع من حادث غير طبيعي أو من شبح؟ إنه رجل مات في كل إحساس بالطبيعة وبالمشاعر المألوفة، ولم يعد يحركه حب ولا شفقة إلا بقدر ما تحرك صوانا أو صخرة، رجل لا يفلت من رقابته شيء ولا يرتكب هو نفسه أي خطأ، ويسلط عينين كعيني لينكس
Lynx
5
على الآخرين، إنه يقيس كل شيء بمقياس دقيق، ولا يتسامح في شيء، ولذته الوحيدة مقصورة على التلذذ بنفسه؛ وهو الغني الوحيد، والحكيم الوحيد، والحر الوحيد، والملك الوحيد، وباختصار هو الرجل الوحيد الذي هو كل شيء، ولكن من وجهة نظره هو وحده، إنه لا يحرص على صداقة أي إنسان، لأنه هو نفسه لا يصادق أحدا، ويتصرف وكأنه يقوم بدور الآلهة، ويدين جميع تصرفات حياتنا ويستهزئ بها. ومع ذلك فمثل هذا الوحش هو حكيمهم الكامل. ولكن قل لي بربك أي مدينة يمكن أن تختاره حاكما لها، أو أي جيش يمكن أن يتمناه قائدا له؟ أي امرأة يمكن أن ترضاه زوجا لها، وأي إنسان يمكن أن يقبله ضيفا في بيته، وأي خادم يمكن أن يرغب أو يتحمل أن يكون سيده؟»
ويتضمن «مدح الحماقة» فقرات عديدة تدل على أن إعجاب إرازموس بأفلاطون لم يعم عينيه عن فلسفته التسلطية، وهي الفلسفة التي قبلها مور من ناحيته قبولا شبه تام.
نامعلوم صفحہ