وعن الأمهات، قال: إن جميع الأمهات يعلمن تمام العلم فساد سيرة الرجال، ولكنهن يتظاهرن أمام بناتهن بأنهن يعتقدن تمام الاعتقاد بطهارة وعفة الرجال، ويتصرفن بعكس ذلك الاعتقاد الكاذب، ويعرفن بأية صنارة يصدن الرجال لهن ولبناتهن. وقال أيضا: إن إفادة المرأة محصورة في ولادة الأولاد وإرضاعهم وتربيتهم، وكلما أحسنت وظيفتها في ذلك كانت الفائدة أعظم، وهي لا تحسنها تمام الإحسان إلا إذا أحست عند تلك التربية أنها تعد لمستقبل الهيئة الاجتماعية خداما نافعين.
وفي اعتقادي أن المرأة الفاضلة هي التي تبعد عن مفاسد هذا الكون، وتزهد في العالم، وتحصر قوتها في إحكام ما فرض عليها لأولادها أجنة وأطفالا وصبية، تغرس في نفوسهم بذور الفضائل ليشبوا على ما تعلموه، ويفيدوا إخوانهم في المجتمع الإنساني إفادة لا تقوم بثمن.
ولكي تحسن القيام بهذا الواجب لا يلزم لها على رأيي الاندراج في سلك تلامذة المدارس العالية، بل حسبها أن تحسن القراءة والكتابة لتتمكن من مطالعة كتب الدين والآداب التي تنير النفس وتزجرها عن ارتكاب الآثام.
وإني أنظر إلى النساء اللواتي يشاركن الرجال في الأعمال فآسف على عذراء خلقت للحمل والولادة والإرضاع كيف تخرج من دائرتها وتتعدى الحدود التي رسمتها لها الطبيعة إلى ما ينقصها الاستعداد الفطري للقيام به، وما مثلها في ذلك إلا كأرض جيدة التربة زرعت زوانا، وليس تشبيهها بالأرض الجيدة مطابقا من كل وجه؛ لأن الأرض لا تلد غير الخبز، أما المرأة فإنها تلد أسمى المخلوقات وأعلاها مقاما، وهو الإنسان الذي لا تعادله أموال العالم ولا يستطيع أحد أن يلده غير المرأة، ذلك الإنسان الذي يلد فكره بدائع هذا الكون وجميل منشآت الحضارة والعمران!
وقال : على الرجل أن يكد ويشتغل، وما على المرأة إلا أن تقيم في البيت؛ لأنها زوجة، أو بعبارة أخرى: لأنها إناء لطيف سريع الانثلام.
وقال عن الحب: إن دوام الحب بين الزوجين من رابع المستحيلات، إنه قد يكون حب ولكن إلى وقت قصير جدا، ثم لا يدوم إلا في الروايات فقط، وأما بين الناس فعديم الاستقرار في قلبين معا، وكل رجل - متزوجا كان أو غير متزوج - إذا اجتازت به غادة فتانة فأكثر ما يكون منه أن يوجه إليها التفاته، وقد يبذل بعضهم كل مرتخص وغال بعد ذلك في سبيل الوصول إليها.
والمرأة من هذا القبيل كالرجل، فإنها تجتهد للاتصال بأكثر من واحد دائما، وما دام يمكنها هذا الاتصال فهي نائلة إربها لا محالة. ا.ه.
هذه بعض فقرات من فلسفة هذا الفيلسوف العظيم، وأقواله المأثورة التي أحدثت دويا في أقطار الأرض، وصادفت قبولا وإقبالا من الطبقة العلياء من شبان الروس، واستحسانا من فلاسفة وعلماء أوروبا وأميركا، وكان لها وقع كبير في النفوس، ولكنها لم ترق لرجال الدين في روسيا كونها مخالفة للتعليم المسيحي، خصوصا بعد أن أنكر جوهر الإيمان الذي هو سر الفداء والثالوث الأقدس وألوهية المسيح؛ فأنذره المجمع المقدس أن يرجع عن اعتقاده هذا، ويبطل تعاليمه المخالفة للدين المسيحي عموما والمذهب الأرثوذكسي خصوصا، فلم يذعن لهم، ولذلك اجتمع رؤساء المجمع المقدس تحت رئاسة السيد الجليل أنطوني مطران بطرسبرج وحرمه وقطعه من الكنيسة كصاحب ضلالة.
ونحن ننشر الحرم، واعتراض زوجته، ورده عليه، وردود رجال الدين عليهما مترجما عن اللغة الروسية حرفيا.
هوامش
نامعلوم صفحہ