والضروريّ كخلو الجرم عن الحركة والسكون.

٣ - وأما الجائز العقلي ، هو ما يجوز في العقل ثبوته ونفيه: فالنظري كإثابة المؤمن العاصي، والضروري كحركة الجرم أو سكونه.

استطراد : العقل لطيفة ربانية روحانية، به تدرك العلوم الضرورية: كالواحد نصف الاثنين، والعلوم النظرية: مثل العالم متغير، وكل متغير حادث، ينتج: العالم حادث.

وابتداء وجود العقل عند اجتنان الولد في بطن أمه، ثم لا يزال ينمو إلى أن يبدأ كالهٍ عند البلوغ، ويتم عند تمام الأربعين سنة من عمر الإنسان. أ. هـ قاموس والإحياء، بتصرف. ولذا تبعث الرسل على رأس الأربعين من العمر. وأما قوله تعالى في سورة مريم آية ١١: ﴿يا يحيى خذ الكتاب بقوة، وآتيناه الحكم صبياً﴾ فقد رجع البيضاوي في تفسيره: أنه أوتي الحكمة صبياً وفهم التوراة، وقال ابن القيم في زاد المعاد: أن ما يذكر أن عيسى عليه السلام رفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، لا أصل له.

- محل العقل: تضافرت ظواهر الآيات والأحاديث النبوية على أن محله القلب، منها قوله تعالى في سورة الأعراف آية ١٧٨: ﴿ولقد ذرأنا لجنهم كثيراً من الجنّ والإنسِ لهم قلوبٌ لا يفقهون بها﴾. ومنها قوله عليه السلام فيما رواه الشيخان: ( ... ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) ولذا قال إمام الحرمين: ذهب أصحابنا من المتكلمين أنه في القلب وبه قال جمهور المتكلمين، وهو قول الفلاسفة. أهـ. وأما في رأي الطب اليوم، فإن العقل ومراكز الحس والحركة، مصدرها الدماغ، وأن القلب يختص بدفع الدم إلى سائر أنحاء الجسم، ولا دخل له في التأثير على القُوى العقلية والحسية والحركية، بينما الأمراض التي تنتاب الدماغ تؤثر على هذه القُوى بقدر سَعة الآفة. أهـ وكذا حكي عن أبي حنيفة، أن مقر العقل الدماغ.

وقال حجة الإسلام الغزالي: القلب والعقل والروح والنفس ألفاظ تتوارد وتطلق على شيء واحد وهو لطيفة ربانية روحانية لها بهذا القلب الجسماني الصنوبري الشكل