معنی حیات مقدمہ قصیرہ
معنى الحياة: مقدمة قصيرة جدا
اصناف
ثمة شيء هزلي في رأي شوبنهاور بشأن تلك السلالة المختالة بنفسها إلى حد الغرور من المخلوقات، الذي أقنع كل واحد منهم نفسه بقيمته الرفيعة السامية، والساعين وراء هدف تنويري سرعان ما سيصبح عديم القيمة. فلا يوجد هدف عظيم لهذا الصخب والغضب الفارغ؛ ليس هناك سوى «إشباع لحظي، ومتعة عابرة مشروطة بالاحتياجات، ومعاناة جمة وطويلة، وكفاح مستمر، وحرب الكل ضد الكل، كل شيء قناص وكل شيء يقتنص، وضغط، وعوز، واحتياج، وقلق، وصراخ وعواء؛ ويتواصل هذا لعصور وعصور أو حتى تتحطم قشرة الكوكب مرة أخرى.»
6
وبحسب ما يستطيع شوبنهاور الجزم به «لا أحد لديه أدنى فكرة عن أسباب وجود الكوميديا التراجيدية، لأن ليس لها جمهور، والممثلين أنفسهم يتحملون قلقا لا حد له، ولا يستمتعون إلا قليلا وتكون متعة سلبية فحسب.»
7
فالعالم ما هو إلا رغبة ملحة عقيمة، دراما سيئة بشكل صاعق، سوق ضخمة أو ساحة قتال داروينية تسعى فيها أشكال الحياة لسحق بعضها البعض.
إن صحبة الآخرين موجودة دائما بالطبع؛ إلا أن شوبنهاور يرى أن مجرد الملل هو الذي يدفعنا للبحث عنها. وفيما يتعلق بالإرادة، لا يوجد اختلاف بارز بين البشر والبوالب المرجانية، إذ إن كليهما أدوات لديناميكيتها اللامبالية بشكل صريح. ففي صميم جوهر البشر تتحرك قوة - هي الإرادة - تمثل أساس جوهرنا الداخلي، ولكنها قوة عديمة الشعور ومجهولة شأنها شأن القوة التي تحرك الأمواج. والذاتية هي أقل مسمى يمكننا أن نطلقه على القوة التي بداخلنا. فنحن نحمل داخلنا حمولة خاملة من انعدام المعنى، وكأن البشرية تحمل في أحشائها دائما الوحوش؛ وهذه الحمولة - التي تعتبر من نشاط أو تأثير الإرادة بداخلنا - تشكل الجوهر الأساسي لذاتيتنا. وكل شيء مشحون بالشهوة؛ فالبشر مجرد تجسيد يمشي على الأرض لغرائز آبائهم الجنسية، وأساس كل هذا الاشتهاء العقيم يكمن في العوز والنقص. وفي ذلك يقول شوبنهاور: «كل «الرغبة» تنبع من العوز، ومن النقص، ومن ثم من المعاناة.»
8
والرغبة شيء أبدي، بينما الإشباع زهيد ومتقطع؛ فقد لا يكون لتلك العدوى القاتلة التي نعرفها بالرغبة نهاية طالما بقيت النفس. وحده الإيثار الذي يتمتع به التأمل الجمالي - إلى جانب نوع من نكران الذات البوذي - هما ما يمكن أن يطهرانا من التشويه البصري الذي تولده الحاجة، ويتيحا لنا رؤية العالم كما هو على حقيقته.
ولسنا بحاجة لأن نقول: إن هناك قصة أخرى يجب أن نرويها. ولكن إذا كان شوبنهاور لا يزال يستحق القراءة، فإن ذلك لا يعزى فحسب إلى مواجهته لاحتمالية أن يكون الوجود الإنساني لا معنى له بأكثر الطرق هزلية وازدراء، بشكل أكثر صراحة وقسوة من أي فيلسوف آخر تقريبا، بل يعزى أيضا إلى أن جزءا كبيرا مما يقوله صحيح بكل تأكيد. فالتاريخ الإنساني - بوجه عام - كان عبارة عن قصة ندرة وبؤس واستغلال أكثر من كونه أسطورة أخلاق وتنوير. ومن يعتقدون أن للحياة معنى لا محالة - بل ومعنى راق - عليهم أن يواجهوا تحدي شوبنهاور الكئيب. فأعماله تجبرهم على الكفاح بكد لكي يجعلوا رؤيتهم تبدو أي شيء أكثر من مجرد مواساة مسكنة.
هوامش
نامعلوم صفحہ