وقال بعض العلماء يصبح المؤمن وله ستة اعداء: نفسه ودنياه والشيطان والجاهل والمنافق والكافر فاما نفسه فتنازعه الشهوات وأما الشيطان فيريد منه الزلة وأما الدنيا فتفسده وأما الجاهل فيحسده وأما المنافق فيؤذيه وأما والكافر فيريد قتله. وقال الهند: ستة: اشياء لا ثبات ظل الغمام والاشجار وخله الاشرار والمال الحرام وعشق النساء والسلطان الجائر والثناء الكاذب. ومن احسن البيان قول أحد العلماء: ان عمارة منوطة بستة أحوال: أولها التوفر على المناكح وقوة الداعي إليها التي لو انقطعت لانقطعت أسباب التناسل معها وثانيها الحنو على الاولاد الذي لو زال من البشر لزال سبب التربية وكان في ذلك الهلاك وثالثها انبساط الامل الذي به يتعاظم الحرص والمعاش والمهن والعمارة والعمل ورابعها عدم العلم بمبلغ الاجل الذي به يصح انبساط الامل ولو علم العبد مبلغ أجله لضاق عليه فسيح أمله وتقاصرت حركاته عن عمارة الدنيا بكده وعمله وخامسها اختلاف أحوال البشر في الغنى والفقر وحاجة بعضهم الى بعض فانهم لو تساووا في حالة واحدة هلكوا في الجملة فهذا من نظام الحكمة وسادسها وجود السلطان الذي لو لا هيبته وكفه لايدي العتاة بسطوته لاهلك بعض الناس بعضا وكان ذلك داع الى الخراب والفناء. ووصى حكيم ولده فقال: يا بني اعلم أن أصعب ما على الانسان ستة أشياء: أن يعرف نفسه ويعلم عيبه ويكتم سره ويهجر هواه ويخالف شهوته ويمسك عن القول فيما لا يعينيه. وست (1) خصال لا يطيقها الا من كانت نفسه شريفة: الثبات حدوث النعمة الكبيرة والصبر عند نزول الرزية العظيمة وجذب النفس الى العقل عند دواعي الشهوة ومداومة كتمان السر والصبر على الجوع واحتمال الجار. واعلم أن النبل ستة اشياء: مؤاخاة الاكفاء ومداراة الاعداء والحذر السقطة واليقظة من الورطة وتجرع الغصة ومعاجلة الفرصة. واعلم أن السخي من كانت فيه ست (2) خصال: ان مسرورا ببذله متبرعا
---
(1) في الاصل (وستة). (2) في الاصل (ستة).
--- [ 57 ]
صفحہ 56