162

معارج القدس

معارج القدس

ناشر

دار الآفاق الجديدة

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٩٧٥

پبلشر کا مقام

بيروت

وكل مَرِيض الْجِسْم يُمكن بُرْؤُهُ ... ويعجز أَن يشفى مَرِيض البديهة ويستبعد الْجُهَّال كونا بموطن ... إِذا كَانَ لَا فِي جنب منبت شُعْبَة وَلَو علمُوا مَا عَالم الْعقل مِنْهُم ... وَأَنَّهُمْ بالحس فِي دَار غربَة إِذا ولد الْمَوْلُود سروا بفرحة ... وَمن حَقه أَن يبدلوها بترحة ويبكونه عِنْد الْمَمَات جَهَالَة ... وَمن حَقه إِظْهَار كل مَسَرَّة وَلم يعلمُوا أَن الْولادَة غربَة ... أبيحت لَهُ عَن خير دَار وأسرة وموتته عود لَهُ نَحْو أَهله ... وأوطانه الْأَصْلِيَّة المستلذة وأعجب من هَذَا مقَال جَمِيعهم ... ترى عابدي الْأَوْثَان أَجْهَل أمة وَمَا عظم الْأَوْثَان من كَانَ قبلهم ... كتعظيم أجسام لَهُم مضمحلة فَكل غَدا معبوده الْجِسْم فاستووا ... وَلَكنهُمْ لم يستووا عِنْد نِيَّة فقد وَقَعُوا مَعَ علمهمْ فِي ضَلَالَة ... إِذا اعْتبرت أربت على كل ضلة فياليت شعري كَيفَ صمت عُقُولهمْ ... وداعيك فيهم مسمع كل فطنة وكل فعال لم أكن متقربا ... إِلَيّ بِهِ أعظمت فِيهِ خطيتي فقربي بِهِ بعد وربحي خسارة ... وعزي بِهِ ذل ونفعي مضرتي لِأَنِّي فِيهِ قُمْت غير موجه ... لَدَى فعله وَجْهي إِلَى وَجه وجهتي فدنت بِأَمْر حرمته شريعتي ... واحييت حكما قد أماتته سنتي فَكَانَت بتركي فِي مناهيه غفلتي ... نِهَايَة تأديبي وفرط عقوبتي تشَتت عَقْلِي فِيك بعد تجمع ... كَمَا اجْتمعت بلواي بعد تشَتت هوى فِيك لي لَا مُنْتَهى لامتداده ... لدي وَلَا مِنْهُ خلاص بسلوة ازيد بلَى إِذْ يستجد وَلم يكن ... بتجديد صبري فِيهِ أبلى بليتي يُعِيد ويبدي أَولا مِنْهُ آخر ... فقد شف جسمي سر عود وبدأة أَلا لَا تلمني إِن شطحت فانه ... قَلِيل لسكر حل بِي مِنْك شطحتي

1 / 193