معارج الآمال

Noor al-Din al-Salmi d. 1332 AH
222

معارج الآمال

معارج الآمال لنور الدين السالمي- حسب الكتب

اصناف

فقہ

لأنا نقول: قد وقع لعثمان أيضا ما وقع لعمر كما قدمنا ذكره ولم يعبه عليه المسلمون بل قبلوا منه ذلك، وأصل ذلك كله حديث: «ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن»، وحديث: «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة».

لا يقال: إن صدر هذه الأمة هم المقصودون بهذا الخطاب، والمخصوصون بهذا الحكم لصفاء عقائدهم، وضبط شريعتهم، ومشاهدتهم أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ومحاضرتهم نزول الوحي، واطلاعهم على الأسباب والسير، وليس لغيرهم في هذا كله شيء مما لهم.

لأنا نقول: إن اسم المسلمين شامل لهم ولغيرهم، وفي الحديث: «ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن»، فهذا يتناول أول المسلمين وآخرهم، وكذلك عموم الحديث الآخر: «من سن سنة حسنة...الخ».

وأيضا: فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : «خير أمتي قوم (يأتون من بعدي) يؤمنون بي ويعملون بأمري ولم يروني فأولئك لهم الدرجات العلى إلا من تعمق في الفتنة» رواه الربيع بن حبيب - رضي الله عنه - ، فهذا يدل على أن خير أمته من آمن به ولم يره، ما لم يتعمق في الفتنة، وفي حديث آخر: «أمتي أمة مباركة لا يدرى أولها خير أم آخرها»، فلا وجه لخصوصية صدر الأمة، والله أعلم.

صفحہ 223