معارج الآمال

Noor al-Din al-Salmi d. 1332 AH
217

معارج الآمال

معارج الآمال لنور الدين السالمي- حسب الكتب

اصناف

فقہ

لا يقال: المثبت مقدم على النافي؛ لأنا نقول: محله إذا تعارض دليلان: أحدهما على النفي والآخر على الإثبات، والخصم هنا سواء جعلناه مثبتا أو نافيا ليس معه دليل، ودليلنا على النفي ثابت بنقل المحدثين المؤيد بالأصل الذي هو عدم الوقوع، فتأمل فإنه موضع زلل ومحل خطل.

قال: ثم رأيت ابن القيم ذكر في "زاد المعاد في هدي خير العباد"، وهذا لفظه: "كان عليه الصلاة والسلام إذا قام إلى الصلاة قال: الله أكبر، ولم يقل شيئا قبلها، ولا تلفظ بالنية البتة، ولا قال: أصلي لله صلاة كذا، مستقبل القبلة أربع ركعات إماما أو مأموما، ولا قال: أداء ولا قضاء ولا فرض الوقت، قال: وهذه عشر بدع لم ينقل عنه عليه الصلاة والسلام أحد قط بإسناد صحيح ولا ضعيف ولا مسند ولا مرسل لفظة واحدة منها البتة، بل ولا عن أحد من الصحابة، ولا استحبه أحد من التابعين ولا الأئمة الأربعة، وإنما غر بعض المتأخرين قول الشافعي في الصلاة أنها ليست كالصيام لا يدخل فيها أحد إلا بذكر، فظن أن الذكر تلفظ المصلي بالنية، وأن مراد الشافعي بالذكر تكبيرة الإحرام ليس إلا، وكيف يستحب الشافعي أمرا لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة واحدة، ولا أحد من خلفائه وأصحابه، وهذا هديهم وسيرتهم، فإن أوجدنا أحد حرفا واحدا عنهم في ذلك قلناه وقابلناه بالقبول والتسليم، ولا هدي أكمل من هديهم، ولا سنة إلا ما تلقوه عن صاحب الشرع - صلى الله عليه وسلم - ""، اه هذا كلام القاري، مع تقديم وتأخير وبعض تصرف.

صفحہ 218