و(بسم الله الرحمن الرحيم) آية من الفاتحة وعليه مذهبنا. قال الخطيب: وعليه قراءة مكة والكوفة وفقهائهما وابن المبارك والشافعي.
وقيل: ليست منها. قال الخطيب: وعليه قراءة المدينة والبصرة والشام وفقهائها والأوزاعي ومالك.
قال: ويدل للأول ما روي أنه - صلى الله عليه وسلم - عد الفاتحة سبع آيات، وعد (بسم الله الرحمن الرحيم) آية منها ما رواه البخاري في تاريخه، وروى الدارقطني عن أبي هريرة أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرؤوا: {بسم الله الرحمن الرحيم} إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحدى آياتها»، وعن أم سلمة - رضي الله عنها - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - /11/ عد {بسم الله الرحمن الرحيم} آية، والحمد لله رب العالمين إلى آخرها ست آيات»، قال ابن الخطيب: رواه عنها ابن خزيمة باسناد صحيح. وعن علي قال قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «كيف تقرأ إذا أقمت الصلاة»؟ فقلت: "الحمد لله رب العالمين"، فقال: «قل: {بسم الله الرحمن الرحيم}»، وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأها حتى مات، وقرأها أبو بكر حتى مات، وقرأها عمر حتى مات، وسئل عنها ابن عباس فقال: أو قد تركت؟ إن أول شيء اختلس الشيطان من بني إسرائيل {بسم الله الرحمن الرحيم} وقد اختلسها منهم إبليس، وإن الله أمرهم بها إذ قال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، وقال: {إنه من سليمان وإنه...}.
صفحہ 19