============================================================
(الطلاء) الدم، يعني حرباء شبهها بالناقة التي قد شمذت بذنبها لما لقحت . وقوله (جونة) يريد ناقة. والجون الأبيض، وهو الأسود أيضا، وهو من الأضداد، زعموا. فإن أراد البياض فالإبل توصف بالبياض، لأن كرام الإبل هجانها وهي بيضها. وإن كان أراد السواد فالمعنى آنها قد عرقت فانصبغ جلدها من العرق، قال الشاعر: اله واجر لحمها فكأنما اب فوق جلودها الأماحا وقوله (يجوب بها الموماة) أي يقطع، وكل قطع جوب. و(الخرق) الرق في الأمور، والميدع اليد قال أبو بكر: وأنشدني أبو عثمان قال: أنشدني الجرمي، للبراض بن قيس الكناني: إذا ما علا السيل الزبى فات دارهم فمنها يميل الشيل كل مميل وإن ولج الخوف البيوت فانهم لنا مفقل لا يستطاغ طويل(1) قوله (علا السيل الزبى) هذا مثل. يقول: إذا بلغ الشر غايته. وواجدة الزبى زبية، وهي حفرة تحفر للأسد وينصب فيها جدي أو كلب. ولا تحفر إلا في علو من الأرض، فإذا بلغ السيل ذلك الموضع فقد بلغ الغاية.
وقوله: (فعنها يميل السيل كل مميل) هذا أيضا مثل، يقول : هم في عز ومنعة والخوف لا يصل إلى دارهم، فجعل الخوف كالسيل ولا سيل هناك كما قال الآخر: (1) من الطويل وفيه الإقواء: وهو اختلاف المجرى، أي حركة الروي بالضم والكسر. وإذا اختلف المجرى بفتح وغيره سمي (الإصراف).
صفحہ 13