معالم أصول الدين
معالم أصول الدين
تحقیق کنندہ
طه عبد الرؤوف سعد
ناشر
دار الكتاب العربي
پبلشر کا مقام
لبنان
اصناف
عقائد و مذاہب
وَأما عِيسَى ﵊ فالدعوة الحقة الَّتِي جَاءَ بهَا مَا بقيت الْبَتَّةَ وَهَذَا الَّذِي يَقُوله هَؤُلَاءِ النَّصَارَى فَهُوَ الْجَهْل الْمَحْض وَالْكفْر الصّرْف وَالْكذب الصراح
فَظهر أَن انْتِفَاع أهل الدُّنْيَا بدعوة مُحَمَّد ﷺ أكمل من انْتِفَاع سَائِر الْأُمَم بدعوة سَائِر الْأَنْبِيَاء ﵈ فَوَجَبَ أَن يكون مُحَمَّد ﷺ أفضل من سَائِر الْأَنْبِيَاء ﵈
الْمَسْأَلَة السَّابِعَة الْحق أَن مُحَمَّدًا ﷺ قبل نزُول الْوَحْي مَا كَانَ على شرع أحد من الْأَنْبِيَاء ﵈
وَذَلِكَ لِأَن الشَّرَائِع السَّابِقَة على شرع عِيسَى ﵊ صَارَت مَنْسُوخَة بشرع عِيسَى ﵊ وَأما شَرِيعَة عِيسَى ﵇ فقد صَارَت مُنْقَطِعَة بِسَبَب أَن الناقلين عِنْدهم النَّصَارَى وهم كفار بِسَبَب القَوْل بالتثليث فَلَا يكون نقلهم حجَّة وَأما الَّذين بقوا على شَرِيعَة عِيسَى ﵇ مَعَ الْبَرَاءَة من التَّثْلِيث فهم قَلِيلُونَ فَلَا يكون نقلهم حجَّة وَإِذا كَانَ كَذَلِك ثَبت أَن مُحَمَّدًا ﷺ مَا كَانَ قبل النُّبُوَّة على شَرِيعَة أحد
الْمَسْأَلَة الثَّامِنَة القَوْل بالمعراج حق
أما من مَكَّة إِلَى الْبَيْت الْمُقَدّس فَلقَوْله تَعَالَى ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا من الْمَسْجِد الْحَرَام إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى﴾ وَأما من الْمَسْجِد الْأَقْصَى إِلَى مَا فَوق السَّمَوَات فَلقَوْله تَعَالَى ﴿لتركبن طبقًا عَن طبق﴾ والْحَدِيث الْمَشْهُور
أما استبعاد صعُود شخص من الْبشر إِلَى مَا فَوق السَّمَوَات فَهُوَ بعيد لوجوه شَتَّى
1 / 110