62

ثم كانت العودة، حيث وجدتني قلبا واسعا، يفيض انفعالا وينبض حيوية قديمة وجديدة. وتذكرت ما قاله «ميشليه»: «إن الحب العفوي أرفع تعبير عن الحنان الإنساني.» •••

وجدت البيت على أكمل وجه. كان أحمد قد تفوق على نفسه، وكذلك طه. وكان ثمة مفاجأة بانتظاري: بيانو. لقد كان أعظم من الساعة التي اشتريتها لطه (حتى مع اضطرارنا لدفع ثمنه بالتقسيط). لم يعد هذا البيانو موجودا؛ إذ حل محله بيانو آخر (بلوخنر) لا يزال موجودا في «رامتان» وربما سيتخلى عني هو الآخر أيضا.

واستغرقتني زيارات الترحيب. على أن زيارات أولئك الذين اهتموا بطه خلال غيابي باستمرار أسعدتني على نحو خاص.

بعد مناقشات صاخبة أرهقته، لم يعد طه يريد أن يسمع الحديث عن الصحافة والعمل الصحفي. ومع ذلك فعندما عرضوا عليه أن يعمل محررا في «السياسة» بالإضافة إلى دروسه في الجامعة قبل بعد تردد طويل، وسرعان ما فكر في زملائه؛ فعين أحمد الزيات

94

مترجما، كما عين «ضيف»

95

محررا. لكن ذلك ما كان ليتم بشكل عفوي بالطبع ولن يتم أبدا من تلقاء نفسه. ففي الثالث عشر من أكتوبر لم يكن العقد قد وقع بعد . وطه ، الذي كان متحمسا، سبق له أن رآني في الأوبرا بثياب السهرة، وحلم بالتوصية على طقم «سموكينج» ويطلب إلى الصحيفة استقلاله الكامل. وتدور محادثات ومداخلات مختلفة أراد طه على أثرها أن يتخلى عن كل شيء. وأخيرا، بدا وكأن الأمور قد هدأت قليلا. وتقام في مكاتب الصحيفة حفلة استقبال كبرى على شرف السيدة سيمون

96

التي كانت تمثل في «الأوبرا».

نامعلوم صفحہ