Malnienny » تتطاير عبر شارع «سوفلو
Soufflot » والخدم يركضون وراءها بحيث إنني لم أتمالك نفسي من الضحك!»
تزوجنا يوم 9 أغسطس 1917 ببساطة مطلقة، إلا أن الجميع أصروا على أن ألبس ثوب الزفاف الأبيض وأن نركب العربة المقفلة. وكان في الشوارع جنود يقضون إجازاتهم القصيرة بعيدا عن المعارك، ولم يكن منظر الزيجات آنذاك مألوفا؛ فكيف يسعني أن أنسى نظرة المودة التي كان يتطلع بها إلي هؤلاء الجنود، كانوا يحيوننا ويهتفون: «تحيا العروس!» وكنت أقول لهم: «شكرا!» وكانت تلك الكلمة هزيلة للغاية بالنسبة إلى أولئك الذين كانوا يعودون للجحيم وإلى الموت للكثير منهم، أولئك الذين بلغ بهم الكرم إلى حد أنهم كانوا يبتسمون لنا.
29
ذهبنا إلى قرية «بو
» في البيرينيه، فقد قضينا فيها غالبا أيام إجازاتي، كما كانت لي صديقة عزيزة تقطن فيها، كانوا قد أكدوا لي أنني سأحتفظ بجنسيتي؛ لذلك فإن طه وحده هو الذي حصل على جواز مرور لهذه النقطة من الحدود. بيد أنني أعلمت في «أركاشون
Arcachon » - حيث توقفنا قليلا - بأنني لم أعد فرنسية على الإطلاق، وأنه ليس بوسعي المضي بعيدا عن الحدود بدون جواز مرور، وانهمرت دموعي غزيرة أمام رجل الشرطة الذي أخذ من ناحية أخرى يضيف إلى كلماته جانبا من الإغاظة والمعابثة. وبما أنني كنت لا أرى الأمور دائما إلا بمنظار الجد
30
فلم أكن لأطمئن، وآنذاك قال لي صديقي المسكين بذهول، ولكن بأريحيته الدائمة وصوته يختنق: «حسنا؛ لنطلق!» ويخيل إلي أن تلك الكلمة كانت برهانا جميلا على الحب.
يناير 1918
نامعلوم صفحہ