134

لقد استقبلتمونا في القاهرة.» كنت أعجب بهذه الممثلة، ولقد أسعدتني هذه الذكرى.

وأقيم احتفال هائل لوضع حجر الأساس في جامعة الإسكندرية تحت رعاية الملك، وكان طه في ثوبه كأستاذ جامعة، بالغ الشحوب والجمال معا.

ثم احتفل بزواج الملك. وعندما ذهب طه إلى قصر القبة كنت مهمومة؛ إذ إن إحدى أسنانه كانت فاسدة إلى حد كبير، وقد خلعت في اليوم التالي، وكانت تسبب له أسوأ الآلام. غير أن كل شيء تم لحسن الحظ على ما يرام. وعندما عاد إلى الزمالك كان متعبا، لكنه كان متأثرا؛ إذ لم يكف الناس على طول الطريق عن الهتاف: «يحيا وزيرنا، يحيا صديقنا، يحيا أبو المساكين ... ذلك الذي ينورنا!»

كان على زوجات الوزراء أن يقدمن بعد الظهر إلى الملك والملكة الجديدة. وبانتظار لحظة الدخول إلى قاعة الاستقبال، كانت زوجة النحاس باشا تبذل جهدها في تعليم الخطوة التراجعية التي يجب القيام بها في أثناء تحية الملكين لامرأة لم يسبق لها أن قامت بها قط، وقلت على الفور أنني عاجزة عن القيام بها، وبدت إحدى صواحباتنا متمردة على هذا التقليد. بيد أن ذلك لم يحدث فضيحة؛ فتنفست مدام النحاس المسكينة الصعداء، فقد كان الملك والملكة في منتهى اللطف، وكانت حفلة الشاي التي تلت مراسم التقديم مرحة. لم يحضر حفل التقديم هذا سوى رجلين فقط : الأمير محمد علي، والأغا خان. وكان كلاهما يملك الحق في الجلوس؛ فقد كانا إلى حد ما متعبين.

وبعد ذلك بيومين قدمت على مسرح قصر عابدين

226

حفلة باليه لروزاريو وأنطونيو. ولما كانت الملكة لم تحضر هذا الحفل، فإنه خلا من أية امرأة مصرية فيما عداي باعتباري أرافق زوجي.

لم يكن هناك وقت طويل من أجل إعداد اليوبيل الفضي لجامعة القاهرة في يناير 1951. كان الجميع مرهقين بالعمل في نهاية شهر ديسمبر، وكان يجيء إلى بيتنا أربعة عشر عميدا وأستاذا ينهمكون ويناقشون ساعات وساعات وسط غيوم من الدخان، وأعد لطه ثوب خاص بالبلاط! وكان ثوبا أكثر زخرفة من الردينكوت الأسود المعتاد. أما توفيق الذي كان يعمل في مكتب الوزير آنذاك، فقد كان يبذل ما في وسعه. وكنا نتفاهم جيدا، ولم أكن آخذ عليه سوى تناسيه من حين لآخر لبعض الأمور وكان يعترف بذلك.

كان هناك من بين أعضاء الوفود كثير من الأصدقاء والشخصيات الذين نعرفهم، بيد أننا لم نكن نملك الفرصة لسوء الحظ لنتحدث معهم كثيرا. ولقد سعدنا بلقاء الكاردينال «تيسيران

Tisserant ». كان عظيما وودودا كعادته دوما!

نامعلوم صفحہ