عندما توجب مناقشة ميزانية وزارته في البرلمان، كان النواب ينتظرون بفارغ الصبر أن يروا كيف سيتصرف الأعمى في أثناء المناقشات، وخاصة كيف سيدافع عن ميزانيته. ولقد دافع طه حسين عن الميزانية وحده تماما في خطاب استمر أربع ساعات ولم يرتكب فيه أي خطأ حتى في الأرقام التي أوردها.
كان يحمل هذا الحرص على الدقة في كل مكان يذهب إليه، وقد كتب أحدهم في مجلة المصور: «إن رؤية طه حسين في وزارته هي رؤية قائد على رأس جيوشه.»
كانت هناك أمور تدعو للحماس ، وكانت هناك التزامات المهنة: افتتاح المدارس والمستشفيات وما إليها. والتزامات سارة أيضا: كاستقبال فرقة الكوميدي فرانسيز مثلا الذي تم في الوزارة؛ نظرا لأن بند الإنفاق في ميزانية الوزارة في هذه الميادين لم يكن يتجاوز 80 جنيها فلم يكن هناك مجال من ثم لاستقبالها في فندق. وأمكن بالكاد تسديد الحساب لجروبي.
223
على أن ذلك كان في منتهى الجمال؛ فقد أرسلت وزارة الزراعة باقات من الأزهار، وأعار بعض الأصدقاء بعضا من لوحاتهم، أما أنا فقدمت منحوتين لرزق
224
وبعض الأثاث. كان الجميع يفيضون سرورا وأناقة أيضا، وقد فوجئت بعد عدة سنوات بامرأة تحاذيني في جاردونيه في صالون «السافوا
Savoy »، لم أتعرف عليها على الفور، تقول لي: «إنني «بياتريس بريتي
Béatrice Bretty ».
225
نامعلوم صفحہ