في باريس الذي دعي طه إليه، وكان عليه أن يلقي كلمة فيه، وهكذا كان يجلس على منصة المؤتمر غير بعيد عن مورياك وإيلوار وقريبا جدا من إلزا تريوليه. كان يشترك في المؤتمر كثير من كتاب المقاومة، وكان ذلك في حد ذاته أخاذا. كان طه مضطربا؛ إذ إنه كان دوما يتعذب كلما وجب عليه إلقاء خطبة حتى ولو كان ذلك باللغة العربية. وقد وقف لإلقاء كلمته على إثر إلزا تريوليه التي رأت أن عليها وهي تلقي كلمتها أن تعتذر عن لهجتها الأجنبية.
217
فبدأ طه كلمته بقوله: «وأنا أيضا أرجوكم معذرتي على فرنسيتي الرديئة ...» فانفجرت إلزا ضاحكة، وكذلك آراجون الذي ضحك بود إذ كان يعرف طه جيدا. وها هو زوجي، وقد جعله ذلك يضطرب بشكل مخيف، يحاول أن يستدرك ويغمغم: «لم أكن أريد أن أقول يا سيدتي، إن فرنسيتك ...» وبعد اعتذارات لطيفة، توصل إلى ما كان يريد أن يقوله، وصفق له الحاضرون بحرارة بالغة.
لم تكن الدكتوراه الفخرية التي منحتها له جامعة مونبلييه أول دكتوراه تمنحها فرنسا لطه. ففي عام 1930 أنعمت عليه جامعة ليون بهذا الشرف ، وقد ذهبنا معا إليها. وكان ذلك في شهر نوفمبر، على متن الباخرة «شامبليون». كان طه يعرف «هيريو
Herriot »
218
إلى حد ما؛ إذ كان يلتقي به غالبا في اجتماعات التعاون الفكري
219
ويلتقي معه من ثم في الوقت نفسه فاليري الذي كان طه يكن له إعجابا عظيما. ولم يكن يخفي هذا الإعجاب، حتى إن الراديو الفرنسي أرسل له، عندما أراد شكره على الحديثين اللذين قدمهما للمستمعين العرب، كتاب فاليري الجميل «السيد تيست
Monsieur Teste » المزين بقلم فاليري نفسه.
نامعلوم صفحہ