105

يتفوه بكلمة لم تكن لمعة من الذكاء. ولقد عرفت جيدا أنه لم يكن ذا قلب جاف كما كانوا يدعون. أما زوجته «ياسو

Yassu » فقد كانت تتحدث قليلا، وربما كانت تتحدث أكثر مع جين أو مع موسكاتيلي، هذا التوسكاني الذي كان في منتهى الدقة! لم أستطع قط أن أعتاد عدم رؤيته في حفلات الاستقبال الرسمية وغيرها. كان بمجرد أن يرى طه يدخل، يبادر إليه بابتسامته المشرقة، يتبعه مصوره . فإذا ظهرت الصورة في الصحافة، فقد كانت دوما مرفقة بتعليق مخلص. لقد كان هذا الصحافي شاعرا أيضا.

176

في هذه الاجتماعات، كان ثمة شخصية تدعي لها حقوقا، وأعني بها عنتر - كلب ابنتي الضخم. كان عندما يتوصل إلى دفع باب بقوة، يدخل مبعثرا كل شيء في طريقه. وكان دريوتون يقول: «هو ذا الأسد!» كان هذا الأسد يحب الكاهن لكنه كان يختص مع ذلك بحنانه العظيم طه، ومحمد الطباخ الذي كان يميل إليه لسبب آخر لا يمت إلى الطبخ بصلة! فعندما كان محمد في إحدى السنوات يعود من المستشفى انفعل عنتر انفعالا عظيما؛ إذ ألقى بنفسه عليه ما إن رآه معرضا الناقه المسكين لأن يسقط على الأرض، ثم وقف على قدميه ووضع طرفيه الأماميين على كتفه وعانقه. وكان كل صباح يصعد إلى غرفة طه، وبعد أن يبذل كل جهوده في تحيته والتعبير عن عاطفته، فإنه يقاسم طه فطوره بدقة رياضية: قطعة خبز لطه وقطعة أخرى له. فإذا أخذ طه قطعتين، فإن عنتر كان يتناول أيضا قطعتين. ولم يكن يطلب زيادة على الإطلاق. وقد قام ذات يوم بفاصل عاطفي فيما أظن؛ فقد اختفى اختفاء كليا خلال أربعة أيام لم نره فيها، وظننا أنه ضاع، وكانت ابنتي تبكي كما غدا طه كئيبا، في حين لم يرضخ محمد للأمر الواقع. وها نحن نجد ذات صباح على سور الحديقة كلب شارع مسكينا يرافق بحنان عنترا مثيرا للرثاء، قذرا، مسلوخا، مخبولا. فأخذناه وأصلحنا من حالته، وعدنا للاهتمام به.

كان ضيوفنا يأتون إلينا بأصدقاء كانوا يمرون عبر القاهرة إلى بلد آخر. هكذا صحب إلينا جورج حنين

177 «هنري ميشو

Henrie Michaux ». هل تراه الأب قنواتي الذي قاد إلينا الأب «أفريل

Avril »؟

178

كان ثمة مسافرون يضعون في بنود برامج زيارتهم للقاهرة بندا خاصا بزيارة طه حسين!

نامعلوم صفحہ