37

فقال سدوس في شيء من التردد: وقال لها زياد: «ما ظنك الآن بحجر؟ أتودين لو جاء مسرعا في أثري؟ أتودين العودة إليه؟»

ثم توقف سدوس عن الحديث ونظر نحو الزوج الثائر.

فصاح حجر وهو يلوك المرار ويلفظه: ما لك تقف؟ امض في حديثك لا أم لك. امض لا أب لك! وقل بما أجابت المرأة.

فقال سدوس مطرقا: فارتمت هند بين ذراعيه ...

فلفظ حجر عند ذلك قطعة من المرار كان قد حشا بها فمه، ثم دفع سدوسا في صدره دفعة ترنح لها، وصرخ قائلا: أمسك لسانك فما لي قوة على سماعك.

ثم ولى وهو يزمجر بصوت أجش مخيف: الفاجرة! الخائنة! القطع! الإحراق!

وسار يخبط الأرض برمحه في عنف حتى بلغ خيمته وجعل يعبث في متاعها ويقلب ما في أركانها ليجمع منها سلاحه ودروعه. ثم هدأ فجأة وتمالك جأشه، وخرج حتى كان عند باب الخيمة فوقف شاخصا إلى الفضاء متكئا على رمحه ونادى سدوسا وفي صوته رقة وقال له: أقبل يا سدوس، فقد عنفت عليك.

فأقبل الرجل حتى وقف تجاهه، ونظر نحوه وهو صامت، فقال حجر يحدثه في صوت متهدج: لست تعلم يا سدوس أي طعنة أصبت بها فؤادي بحديثك. إن ضرب السيوف ووخز الرماح لم يزعزعا يوما جناني كما زعزعته كلماتك، وإن كنت لا آلوك شكرا على نصحك.

ثم تخاذل فارتمى على صخرة ووضع رأسه على قبضة يمينه، وأطرق قائلا: قل يا سدوس ما عندك. امض في حديثك يا سدوس.

فقال سدوس: لم يبق إلا ما قالته هند وهي بين ذراعيه ...

نامعلوم صفحہ