ومما يدل على أن اختلافهم كان لأجل الغموض الذي يكتنف مذهبهم ويدل على عدم وجود نصوص على الأئمة جملة أو بأسمائهم ما حدث لمشايخ الشيعة وفقهائها ولعبد الله بن بكير وعمار بن موسى الساباطي على حد زعمهم في قولهم بإمامة عبد الله بن جعفر ثم رجوعهم عن القول بإمامته إلى القول بإمامة الرضا عليه السلام وغير ذلك(1) ، قال النوبختي : وقد شاهد بعضهم من أبي الحسن الرضا عليه السلام أمورا فقطع عليه بالإمامة (2) ، قال مؤلف منتهى الآمال في تاريخ النبي والآل : تحير بعض الشيعة في الجواد وذلك لصغر سنه حتى توجه علماء الشيعة وأفاضلهم وأشرافهم وأماثلهم إلى الحج فبعد أن أنهوا مناسك حجهم دخلوا على أبي جعفر فأقروا بإمامته من كثرة ما رأوه من وفور علمه وما شهدوه من معجزاته وكراماته على حد زعمهم وزال عنهم أي أثر من شك أو شبهة راودت خواطرهم (3) ، وذكر الشيخ الطوسي عن شاهويه عن عبد الله الجلابي أنه قال : كنت رويت عن أبي الحسن العسكري ( الأول ) عليه السلام في أبي جعفر ابنه روايات تدل عليه فلما مضى أبو جعفر قلقت لذلك وبقيت متحيرا فلا أدري ما يكون إلى ... إلخ (4) ، وعن أحمد بن إسحاق أنه قال : دخلت يوما على أبي محمد عليه السلام فقال لي يا أحمد ما كان الناس فيه من الشك والارتياب ؟ (يريد ولده القائم بعده ) ، قلت لما ورد الكتاب بمولد سيدنا عليه السلام لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم إلا قال بالحق ، فقال عليه السلام أما علمتم أن الأرض لا تخلو من حجة لله تعالى ؟ (1) .
صفحہ 8