مع العرب: في التاريخ والأسطورة
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
اصناف
وجعل الذي آمن بهود يدعو دعاء خاصا، وجعل الوفد يدعو بلسان قيل دعاء يختلف عن الدعاءين.
وكأن السماء وقعت في حيرة، فهل السماء أيضا يبلبلها اختلاف الكلمة؟
ونشأت في الفضاء ثلاث سحب على عدد الأدعية: واحدة بيضاء، وواحدة حمراء، وواحدة سوداء.
فصاح قيل: لقد اخترنا السوداء، إنها حبلى بالماء! فغره المظهر.
وسارت السحابة السوداء حتى أتت قوم عاد، فطلعت عليهم من واد يسمونه المغيث، كان اسمه من قبل يطابق مسماه.
فتباشروا بالخير.
وإذا بعاصفة تهب، لها زئير الضواري، وقوة تقتلع المنازل والأشجار، وتدفع في الفضاء بكل إنسان وحيوان، وكأن أنفاسها من جهنم، فلا تمس خضرة أو حياة إلا أتت عليها.
فعلم قوم عاد أنها دنياهم قاربت النهاية، وأقبلوا على الموت كما يقبل الناس غير مختارين ولا طائعين، ودفنتهم ودفنت آثارهم طبقات الرمال التي ذرتها العاصفة، وانطوى عليهم صدر من الأرض شديد الكتمان.
أما الوفد الذين كانوا بمكة، فلما جاءهم النبأ بفناء عاد، علم قيل أنه خير فأساء الاختيار، فقال: أموت كما ماتت عاد، وكأن روحه كانت بين شفتيه فنفخها فطارت ووقع ميتا.
واختار الذي آمن بهود أن يؤتى البر والصدق، فقذفا في قلبه، ففحص عن مكان هود فلحق به.
نامعلوم صفحہ