مع العرب: في التاريخ والأسطورة
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
اصناف
وكان مقتل الناقة وفصيلها يوم الأربعاء (أو يوم جبار) كما كانوا يسمونه.
فقال صالح: ليس لكم إلا أن تنتظروا الهلاك بعد ثلاثة أيام، فغدا، في مؤنس (أي: يوم الخميس) تصفر وجوهكم، ثم تحمر يوم العروبة (أو الجمعة) ثم تسود في شبار (أو السبت)، ثم يدرككم الفناء صبيحة الأحد.
وذهب عنهم صالح، وهم به مستخفون، فلما اصفرت وجوههم نهار الخميس أرادوا اتباعه وقتله، إلا أنه كان في حمى مكين، واشتغل الثموديون بأنفسهم فتكفنوا وتحنطوا وأقاموا ينتظرون الموت.
فما أقبل الأحد حتى دب فيهم الفناء، ووقعت عليهم صيحة من السماء.
ولم تنج إلا جارية مقعدة استفزها الرعب فخلعت عنها شللها، وانطلقت تحمل النبأ الهائل إلى وادي القرى، وهو حد ما بين الحجاز والشام، ووصفت الواقعة بلسانها المتلجلج، ثم استسقت من حولها شربة ماء، فما شربت حتى أسملت الروح.
وكان في حرم الله، في مكة، رجل ثمودي غني، حماه الحرم، فلما خرج منه صعقه الموت، فدفن، وجعل معه غصن من ذهب!
أما صالح فسار إلى الرملة في فلسطين، ويقال إنه عاد فلحق بمكة.
وسأل سائل من التاريخ: أمن أجل ناقة يصنع الله بقوم هذا الصنع؟
وأجابه مجيب: كلا! ولكنه رزق الفقراء سم على هاضمه، ولقد دفن مع الثمودي الذي مات بمكة غصن من ذهب، سخرية بالذهب، وتحديا للأولى يودون لو كانت دماء البشر ذهبا لهم!
الجنة السراب
نامعلوم صفحہ