مع العرب: في التاريخ والأسطورة
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
اصناف
ولما كان الرسول بولس يتدلى بحبل وقفة إلى خارج سور دمشق، كان الحاكم الذي أمر بمطاردته، نبطيا ممثلا لحارثة الرابع.
وحين حاصر الإمبراطور طيطش مدينة أورشليم حصاره الشهير، كان في قواته خمسة آلاف من المقاتلة، وألف جواد أنجده بها أحد ملوك الأنباط.
صادقت البطراء روما صداقة متينة بعد صداقة البطالسة في مصر، ولكن روما تضايقت باستقلال صديقتها.
وأخذ تيار التجارة يسلك طريقا آخر لا يمر بالبطراء، بل بمدينة أخرى أخذ نجمها بالصعود، هي مدينة تدمر.
وفي نوبة من نوبات الغضب الاستعماري الأثيم، عزم الإمبراطور تراجان على محق عاصمة الأنباط، فالمدينة الصخرية كانت تتشبث بأكثر مما يستطيع أن يسيغ من الروح الاستقلالية.
زحف عليها وحاصرها في السنة 106 بعد الميلاد، وكان القتال داميا رهيبا، ولكن موقع المدينة على حصانته كان شحيح الماء، فنوخها العطش، وكالت لها الفيالق الرومانية ضربات قاتلة، فتمكن من دخولها الإمبراطور تراجان وخربها تشفيا وانتقاما، على أن إزميل العامل الذي نقر الصخرة، يوما في الماضي البعيد، تحداه، وصمدت آثاره الرائعة للدهر.
ولكن ليس هذا كل شيء.
فقد يقال إن الأنباط هم من الرعاة (الهيكسوس) الذين احتلوا مصر قديما بخيولهم الخاطفة التي دهش لها المصريون وتضعضعوا، وكان منهم الفرعون، المسمى الريان، وهو الذي استوزر يوسف بن يعقوب الإسرائيلي.
وأقام الهيكسوس في مصر نحوا من خمسين سنة حتى أخرجهم منها الفرعون أحمس، فعادوا عبر سيناء إلى شبه الجزيرة العربية، واحتلوا البطراء حيث أقاموا مملكتهم وأبدعوا مدينتهم الخالدة.
وإذا صحت بعض النظريات فالأنباط كانوا في حديثهم اليومي يتكلمون العربية رغم أنهم استعملوا الآرامية في الكتابة.
نامعلوم صفحہ