مع العرب: في التاريخ والأسطورة
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
اصناف
وانقلب الفرس إلى حكم البلاد حكما مباشرا حتى نهض الإسلام.
سيف بن ذي يزن وعبد المطلب بن هاشم
لم يكن نصر الأمير سيف بن ذي يزن على الأحباش نصرا يمنيا وحسب، ولكنه كان نصرا عربيا، اغتبط له العرب وتحدثوا به في شبه جزيرتهم من أقصاها إلى أقصاها.
وأسرعت الوفود إلى قصر غمدان تهنئ الأمير الظافر، وفي مقدمتها وفد الحجاز.
وهل يمكن أن يخلو وفد الحجاز من شيخ الأبطح عبد المطلب بن هاشم؟
فلما مثل الوفد بين يدي سيف، كان الشيخ عبد المطلب هو الذي افتتح الكلام فقال: نحن وفد التهنئة لا وفد المرزئة، في كلام طويل حلو فصيح.
غير أن سيفا لبث والحزن في وجهه، ولم يستطع هذا الكلام الذي سمعه، على ما فيه من حلاوة وفصاحة وصدق وإخلاص، أن يصرفه عما يخالج نفسه من ألم.
لقد حز في قلبه باب صنعاء الذي أمر وهرز بهدمه كي يستطيع دخول المدينة ورايته مرفوعة.
ورحب سيف بالحجازيين خير ترحيب، وملأ عينيه من عبد المطلب، ثم دعا بمن حول الجميع إلى دار الضيافة.
ومر شهر والوفود تتلاحق، حتى إذا قل القادمون، ووجد سيف منفسحا من الوقت، بعث برجل إلى دار الضيافة، فأتاه بعبد المطلب، فخلا به خلوة طويلة.
نامعلوم صفحہ