مع العرب: في التاريخ والأسطورة
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
اصناف
تبا للشيطان! إننا لن نستطيع الصعود إلى السطح، ونحن بدويان!
كولومبس الشرق
أفاقت بقعة من بقاع القارة الأفريقية، ذات يوم من أيام القرن الأول قبل المسيح، فرأت طائفة من الغرباء قد حطوا فيها رحالهم.
كان الغرباء هؤلاء عربا حميريين غادروا أحد الشواطئ في جنوب شبه الجزيرة العربية، وركبوا زوارقهم وجذفوا بسواعدهم الفتيلة إلى مكان من الشاطئ المقابل في الغرب.
واستقروا في الحبشة.
فكانوا نواة الأمة الحبشية، وأول حجر في بناء دولتها، وأبكر غرس من أغراس مدنيتها، واستمرت لهم علاقات بالدولة الحميرية، وشاركوها الأعمال وقاسموها الأرباح.
ثم أخذوا يتذمرون.
فالحميريون أنسباؤهم يستأثرون لأنفسهم بالحصة الكبرى من الأعمال والأرباح التجارية، وهكذا اتجه نظر الأحباش شطر جيرانهم في الشمال: البطالسة في مصر، وشد ما كان البطالسة يتضايقون من الدولة الحميرية، وإشرافها على الشريان العظيم الذي يربط العالم بالهند، فمدوا إلى الأحباش يدا حارة، وأقبل الكثيرون من المصريين يعملون في الأسطول الحبشي التجاري.
وهنا تومئ كف التاريخ إيماءة سريعة إلى حادثة بسيطة لم ينتبه لها الناس يوم وقعت، ثم ما لبثوا أن نسوها بعد وقوعها، ولكنها حادثة قدر لها أن تكون فاتحة انحطاط الدولة الحميرية.
قيل إن رجلا من سكان مصر، ضائع الأصل بين الإغريقية والرومانية، دخل يوما في خدمة البطالسة، واستهواه البحر، فلحق بإحدى سفن الأحباش وتلقى ثقافة بحرية رائعة.
نامعلوم صفحہ