وآمال النفوس معللات
ولكن الحوادث يعترضنه
وهل حياة الناس إلا هذا، تعلل متصل بالأمل، ويأس بين حين وحين، تضطرنا إليه هذه الحوادث الواقعة التي تكذب الآمال وتخيب الرجاء.
ثم انظر كيف يفصل أبو العلاء هذا المعنى نفسه تفصيلا، ويعيد عرضه في صورة ليست أقل روعة من الصورة التي عرضها في البيت السابق. فإذا هو يصور الحياة على أنها صراع بين الأيام التي لا تمل من إيذاء الناس بحوادثها الواقعة التي لا تلائم أهواءهم وأغراضهم، والنفوس التي لا تمل من الاستسلام للآمال، والاسترسال مع الأماني.
فلا الأيام تغرض من أذاة
ولا المهجات من عيش غرضنه
ثم انظر إليه كيف ينتهي من هذا كله إلى هذا البيت الذي يصور مذهبين من مذاهبه؛ أحدهما مذهبه في الجبر، والآخر مذهبه في الفن، هذا الذي يستعير فيه من علوم العربية اصطلاحاتها؛ ليؤدي بها آراءه الفلسفية العليا.
فهو يشبه أسباب المنى بأسباب الشعر، وهو يشبه ما يعرض للمنى من الخيبة واليأس والقنوط والحرمان، بما يعرض لأسباب الشعر من الكف والقبض اللذين ينقصانها، وينحرفان بها عن وجوهها المألوفة.
وأسباب المنى أسباب شعر
كففن بعلم ربك أو قبضنه
نامعلوم صفحہ