فخرجنا من عنده، فكان أبقى الرجلين فينا عبد الله بن أبي ربيعة.
فقال: عمرو بن العاص والله لآتينه غدا بما أستأصل به خضراءهم ولأخبرنه أنهم يزعمون أن إلهه الذي يعبده عيسى بن مريم عبد.
فقال له عبد الله بن [أبي] ربيعة: لا تفعل فإنهم وإن كانوا خالفونا فإن لهم رحما ولهم حقا، فقال: والله لأفعلن.
فلما كان الغد دخل عليه فقال:
أيها الملك: إنهم يقولون في عيسى قولا عظيما، فأرسل إليهم فسلهم عنه، فبعث إليهم ولم ينزل بنا مثلها فقال بعضنا لبعض: ماذا تقولون له في عيسى إذ هو سألكم؟
فقالوا: نقول والله الذي قاله الله تبارك وتعالى فيه والذي أمرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم أن نقوله فيه.
فدخلوا عليه وعنده بطارقته فقال: ما تقولون في عيسى ابن مريم؟
فقال له جعفر: هو عبد الله ورسوله وكلمته وروحه ألقاها إلى مريم العذراء البتول.
قال: فدلى النجاشي يده إلى الأرض، فأخذ عودا بين أصبعيه، فقال: ما عدى عيسى بن مريم ما قلتم هذا العويد.
صفحہ 154