20 - أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي أنا عبد الصمد بن نصر العاصمي نا أبو العباس البجيري نا أبو حفص البجيري نا عيسى بن حماد نا الليث بن سعد عن عقيل بن خالد عن محمد بن مسلم أنه قال:
إن عروة بن الزبير أخبره أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها قالت والله ما عقلت أبوي قط.
21 - قال البجيري: ونا محمد بن إسماعيل نا يحيى بن بكير نا الليث عن عقيل قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية، فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا نحو أرض الحبشة حتى بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فقال: أين تريد يا أبا بكر؟
قال أبو بكر: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي، فقال ابن الدغنة: فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج، أنت تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فأنا لك جار فارجع واعبد ربك ببلدك.
فرجع وارتحل معه ابن الدغنة، فطاف ابن الدغنة عشيا في أشراف قريش فقال لهم: إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق، فلم يكذب قريش بجوار ابن الدغنة.
قالوا لابن الدغنة: مر أبا بكر فليعبد ربه في داره، فليصل فيها ويقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك، ولا يستعلن به فإنا نخشى أن يفتن أبناءنا ونساءنا، فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر.
صفحہ 207