وَإِذا لم يكن ثمَّة اتِّفَاق على المصطلح كَانَ طبيعيا أَن تخْتَلف النتائج وَلَا يَصح لنا الحكم على آراء النَّحْوِيين فِي تعْيين الْخَبَر مَا دَامَ جملَة مَا لم نَنْظُر إِلَيْهِ فِي ضوء مَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ من معنى الْجُمْلَة
وَمن الْوَاضِح فِي ضوء مَا قرروه أَن الْجُمْلَة قد تكون مفيدة فتسمى كلَاما وَقد تكون غير مفيدة فَتكون إِذْ ذَاك عبارَة عَن علاقَة إسنادية بَين كَلِمَتَيْنِ وكل كَلِمَتَيْنِ أسندت إِحْدَاهمَا إِلَى الْأُخْرَى فَإِذا أفادتا معنى يحسن السُّكُوت عَلَيْهِ كَانَتَا جملَة وكلاما وَإِذا لم تفيدا كَانَتَا جملَة فَحسب
وَمِمَّا يجب التَّنْبِيه عَلَيْهِ فِي هَذَا المجال أَن كثيرا مِمَّا يُفِيد لَا تتمّ فَائِدَته إِلَّا بمتبوعه أَو بلازمه أَو باتصاله بِغَيْرِهِ وَإِلَّا فَهَل نقُول إِن قَوْلنَا جَاءَ الَّذِي قَرَأَ الصَّحِيفَة جملَة وَاحِدَة لِأَن الْفَائِدَة لَا تتمّ عِنْد قَوْلنَا الَّذِي وَهُوَ الْفَاعِل الَّذِي أسندنا الْمَجِيء إِلَيْهِ وَمن من النَّحْوِيين حَتَّى الَّذين جعلُوا الْكَلَام مرادفا للجملة يعرب مثالنا السَّابِق على أَنه جملَة
1 / 52