230

Mabahith fi al-Tafsir al-Mawdhu'i

مباحث في التفسير الموضوعي

ناشر

دار القلم

ایڈیشن

الرابعة ١٤٢٦ هـ

اشاعت کا سال

٢٠٠٥ م

اصناف

التي عليها غالبية الناس، وهي سبب خداعهم بالمظاهر البراقة والقيم الزائفة، فما أساس البلاء.
إن جذور الداء موصولة بأب الغواة، وأساس الفساد إبليس عليه لعائن الله.
لقد تمرد على أمر ربه فلم يسجد لآدم ﵇، وطرد بسبب هذا العصيان من رحمة ربه. فأضمر العداوة لآدم لكونه السبب في هذا الطرد وأوعد بإغواء ذريته إلى يوم الدين، وقد حذر الله ﷾ آدم وذريته من مكائد إبليس ﴿فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى﴾ [طه: ١١٧] .
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [فاطر: ٥، ٦] . ألا فليتدبر العقلاء:
- الله خلقكم في أحسن تقويم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة.
- طرد إبليس من رحمته بسببكم وتكريمًا لكم.
- ولما توعد إبليس بإغوائكم كشف ربكم عن مكائده وحذركم منه.
- وسلحكم بالأسلحة التي تدافعون بها عن أنفسكم، والحصون التي تلجئون إليها عند غاراته وقبيله عليكم، على ألسنة أنبيائه ورسله الذين أرسلهم إليكم تترا.
ثم بعد كل ذلك ﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا﴾ فهل من تعليل لهذا الموقف يقبله المنطق، وهل من شبهة تثور في أذهانكم حول مقدرة إبليس وطاقاته وإمكاناته، فتضفي على تفكيركم ظلالًا من الشك في الحقائق:
- هل يقدر إبليس وجنده على خلق السماوات والأرض منفردين أو مجتمعين؟
- هل حضروا خلق الكون فاطلعوا على السر في السماوات والأرض؟

1 / 245