وأعوج من ال الصريح كأنه ... بذي الشث سيد آبه الليل جائع
بغي كسبه أطراف ليل كأنه ... وليس به ضلع من الخمص ظالع
فلما اباه الرزق من كل وجهة ... جنوب الملا وأيأسته المطامع
طوى نفسه طي الحرير كأنه ... حوى حية في ربوة فهو هاجع
فلما أضاءت متنه الشمس حكه ... باعضل في أطرافه السم ناقع
وقام فألقى مدة قدر طوله ... يديه ومطى صلبه وهو قابع
وفك لحييه فلما تعاديا ... صأى ثم أقعى والبلاد بلاقع
فهم بأمر ثم أجمع غيره ... وإن ضاق رزق مرة فهو واسع
وعارض أطراف الصبا فكأنه ... رجاع غدير هزه الريح راجع
والأبيات الشهيرة في وصفه أبيات حميد بن ثور التي يقول فيها:
ونمت كنوم الفهد عن ذي حفيظة ... أكلت طعامًا دونه وهو جائع
ترى طرفيه يعلان كلاهما ... كما اهتز الساسم المتتابع
خفيف المعي إلا مصيرا يبله ... دم الجوف سؤر من الحوض نافع
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي ... بأخرى المنايا فهو يقضان هاجع
إذا نال من بهم النحيلة قوته ... على غفلة مما يرى وهو جائع
لحقه ولو كان ابنها خرجت به ... أذاهب أرواح الشتاء الزعازع
وإن خال من أرض مضيفًا رمت به ... محافظة والجانب المتواسع
وإذا بات وحشًا ليلة لم يضق بها ... ذراعًا، ولم يصبح بها وهو خاشع
إذا ما عدا يومًا رأيت عبابه ... من الطير ينتظرن الذي هو صانع
هو البعل الداني من القوم كالذي ... له حرمة وهو العدو المنازع
وقال الشريف الرضي ناسجًا على المنوال هاتين القصيدتين:
عاري الشوى والمنكبين من الطوى ... اتيح بالليل عاري الاشاجع
اغيبر مقطوع من الليل ثوبه ... أنيس بأطراف البلاد البلاقع
قليل نعاس الليل إلا غبابة ... تمر بعيني جاثم القلب جائع
إذا جن ليل طارد النوم طرفه ... ونص سرى الحاظه بالمطامع
يراوح بين المناظرين إذا التقت ... على النوم أطباق الجفون الهواجع
له خطفة حذاء من كل قلة ... كنشطة أقنى ينقض الطل واقع
ألم وقد كان الظلام نقيضًا ... يشرد فراط النجوم الطوالع
طوى نفسه وأنساب في شمله الدجى ... وكل إمرءٍ ينقاد تحت المطامع
إذا فات شيء سمعه دل أنفه ... وإن فات عينيه رأى بالمسامع
تظالع حتى حك بالأرض زوره ... وراع وقد روعته غير ظالع
إذا غالبت إحدى الفرائس حظه ... تداركها مستنجدًا بالأكارع
جري يسوم النفس كل عظيمة ... ويمضي إذا لم يمض من لم يدافع
إذا حافظ الراعي على الشاء غرة ... خفي الشرى لا يتقى بالطلائع
يخادعه مستهزئًا.... بلحاظه ... خداع ابن ظلماء كثير الوقائع
ولما عوى والرمل بيني وبينه ... تيقن صحبي أنه غير راجع
تأوى والظلماء تضرب وجهه ... إلينا بأذيال الرياح الزعازع
له الويل من مستطعم عاد طعمه ... لقوم عجال في السي نوازع
قال أبو نصر بن نباتة قافيا أثر ما تقدم من قصيدة حميد بن ثور وابن عنقا ولقد أجاد كل الإجادة، وأتى بالحسنى وزيادة وهو قوله:
واطلس ما في سعيه غير أنه ... يضيق عليه الرزق والخرق واسع
يخاف أخوه حرصه وهو طاعم ... وتهرب عنه عرسه وهو جائع
علا شرف البيداء يسأل أنفه ... بيانًا وقد أكدت عليه المسامع
فنمت إليه الريح إن شظية ... وبهما بأكفاف السماوة رائع
فزعزع من قطريه يدأل ظالعًا ... وما هو إلا للخديعة ظالع
على كل حال من يسار ... وفاقة ... يسير بما أهدت إليه المطامع
إذا غمرة هاب الجبان حياضها ... توردها ماض على الهول طالع
سرى ما له تحت الظلام وسيلة ... إلى الحي إلا خطمه والأكارع
وأبصرها فوضى فسارع تاركًا ... مجاهرة إن الحريص مسارع
وإن سخطه فانظم يسرق شطره ... أزل كصدر الرمح بالخيل بارع
1 / 30