وكما صدر الأمر إلى جان محمد خان وحسين قلى خان الدولويى مع جمع غفير من جيش أثر القيامة من أجل جمع الجيش المظفر إلى قم وكاشان، وبأن ينتظروا وصول موكب الإقبال [ص 78]، وفى مساق تلك الأحوال، وصل النائب إبراهيم خان وسليمان خان من خراسان، وقدم أيضا عباس ميرزا أخو نادر ميرزا بإشارة من أخيه مظهرا العجز والقصور وطالبا العفو عن التقصير بتقبيل العتبة العلية. وعرف الخبر الجديد وانتشر، بأن حسين قلى خان- وبحكم محمد قاسم- جلس على وسادة الحكم فى إصفهان بسبب صدقه وبساطته، ولم يتقبل الطبع الغيور للشهريار أكثر من هذا التأمل والتحمل، فسرى الفرمان المشبه بالقضاء لولى عهد السلطنة الأمير عباس ميرزا- وهو نور بصر الدولة- فى دار السلطنة طهران- وهى عين المملكة ومكان عرش المعدلة- ولأصف الحضرة ميرزا محمد شفيع بأن يلتزم حضور الأمير الموفق، وتقرر لهما: بأن يرعيا جانب الجزم والحزم فى تنظيم شئون طهران ومازندران، وبأن يوصلا وقائع الأحوال يوما بيوم بالعرض على رأى منير العالم، وبأنه لو لم يكن قد اجتمع الجيش اللامعدود من الممالك القريبة والبعيدة فى ظل الراية الممدودة، وظهرت كفاية نفس ملتزمى الركاب المنصور من أجل تخريب معركة شره وفساده، فإنه فى أوائل شهر ربيع الأخر يطير عقاب راية الشمس المعجزة الجازم من طهران، ويسيرا جيشا كالسيل المزمجر فى الركاب الكسروى إلى ناحية إصفهان. وبمجرد طلوع قمير راية الشمس، سقطت أشعة نور (نجم) سها وجود حسين قلى خان بسبب النور والبهاء، وترك ملكه ورحله وأثقاله وأحماله فى قلعة إصفهان، وملأ المخازن بالحبوب والغلال، وكلف وكلاءه بحراسة ذلك المكان، وأكد لهم بأنه: طالما لم يصل من جانبه خبر، فيغلقون القلعة بحزام الهمة ولا يفتحون أبوابها فى وجه أى شخص:، واختار المدعو الحاج جعفر الإصفهانى أخا باقر خان الخراسانى بالنيابة عنه على أهل المدينة، وولى وجهه إلى صحراء بلا حياة وبادية مجهولة.
وفى الوقت الذى ظللت فيه راية الفيروز الملكية على ساحة إصفهان، لم يكن فى تلك الديار ديار لأركان حسين قلى خان، فقد أوصل الحاج جعفر أيضا نفسه ناهضا وساقطا إلى قلعة إصفهان.
صفحہ 110