وفى يوم أسعد من صباح يوم النوروز، استقر الحضرة العلية الظل الإلهى على عرش السلطنة، وتشرف السفير العالم المثقف بالحضور فى مرتبة العرش الأعلى، وبعد عدة أيام مرت من على النظر الأشرف عدة قطع من الماس والمرايا الأوضح من مرايا الحواس ومروحة العود والصندل ونفائس الحرير كهدية، فلاقت شرف إعجابه وثنائه، وطبقا لإشارة الشهريار الوحيد، اعتبر أمناء الدولة ومسئولو الحضرة مقدم السفير الحكيم العالم غنيمة، فاحترموه، وبسطوا من أجله محفل الضيافة، وفرشوا له موائد النعم المختلفة، ووصل نص الاتفاقية- التى كانت قد تحررت بقلم حاكم الهند والمبنية على ضوابط الاتحاد والمبادئ والعدل - إلى نظر مقربى الحضرة، ووفقا لتمنيات السفير العالم، حررت وثيقة المعاهدة بقلم كتاب عطارد من قبل كسرى فاتح البلاد والمقيدة بالقيود نفسها والمتضمنة على العهود نفسها، وختمت بخاتم سليمان خان القاجارى، وسلمت ليد المبعوث.
وخلاصة مضمونها «1» ذلك: أن تكون الدولتان العليتان فى حكم واحد، وبأن تكونا صديقتين مع بعضيهما وعدوتين مع عدويهما، وأنه إذا أظهرت دولة أخرى العداوة والمخاصمة مع واحدة من هاتين الدولتين، تقوم هاتان الدولتان بتنفيذ شروط الاتفاق والمساندة والمناصرة، ويستخدمان فى صد العدو الخارجى وسائل الدفاع والمقاومة والعدوان.
وبعد الانتهاء من مراسم السفارة، تزينت قامات المبعوثين من أعلى إلى أسفل- كل على قدر مراتبهم- بالخلاع الفاخرة والإحسانات الوافرة، وعين الحاج خليل خان ملك التجار من [قبل] الحضرة ذى الرتبة الفلكية الظل الإلهى ومعه التجهيزات ووسائل الحياة اللائقة بسفارة الدولة المذكورة، ولائقا برسالة ديار الهند ومبلغا لرد خطاب حاكم تلك الديار توءم النزاهة والعفاف، وتوجه إلى مقصده بمرافقة السفير، وعما قريب [ص 66] وإن شاء الله تعالى سوف يوضح قلم البيان بالتدوين كيفية أحواله.
صفحہ 96