وفى نهاية الأمر، انتصر جيش نائب السلطنة على المخالفين الأعداء، فلجأ جعفر قلى خان- بسبب هذه الهزيمة التى وصلته حقا- إلى قلعة ماكو، وهى من القلاع المرتفعة فى تشخور سعد، وحصل على الأمتعة والعتاد والمدفعية والغنائم الكثيرة، فقام الأبطال بتعقبه، وقضوا على كل من رأوه بالسيف ودون رحمة، وقبضوا على أحياء كثيرين، وأرسلوهم إلى الأمير الموفق، ووجد أمراء الجيش وأمراء البلاط الإنعام والإحسان من هذه الخدمة، وصارت أبواب الأمن والفلاح [ص 57] مفتوحة على وجه دنيا أذربيجان بسبب ظهور هذا الفتح المشهور، وقدم الأمير الحريص على ذيوع صيته إلى بلدة خوى، وأصدر الأمر لبير قلى خان القاجارى الشامبياتى بالتوقف فى ذلك المكان، وتحرك الموكب المنصور من خوى وقدم إلى تبريز، وكان رعايا وأهالى ذلك المكان قد انفصلوا عن بلدانهم بسبب تنقلات جعفر قلى خان غير المفيدة، وكان بعضهم قد ابتلى بالفاقة والفقر، وبسبب إشاعة عدل ومساواة نائب السلطنة تعانقوا مع شاهد الأمن والراحة وعادوا إلى أماكنهم ومساكنهم، وجاءوا إلى الراحة والهدوء وهم يحمون ظهور بعضهم بعضا، وعادت المياه إلى وجه قراهم ومزارعهم من بستان معدلة الأمير، وأرسلوا ببشرى هذا الفتح المشهور عريضة إلى بلاط صاحب الدنيا خاقان العصر، فارتدوا الخلع المنسوجة بخيوط الذهب من خزانة إنعام كسرى بن زحل، وشربوا كئوس العناية والرعاية اللذيذة الطعم من خمر مصطبة إحسانه علانية.
20 - ذكر مجى ء محمود ميرزا مرة أخري إلى بلاط ملجأ الأعاظم،
ووقائع أيام التوقف فى دار السلطنة طهران:
صفحہ 87