18 - وقائع سنة ألف ومائتين وأربع عشرة هجرية، وتحرك موكب فاتح
العالم من طهران إلى ناحية خراسان، وإخضاع نيسابور، وتدوين أحوال تلك المنطقة:
ولما توجهت شمس العالم المنيرة بوجهها ضريبة للشرف، واختفى جيش الشتاء أمام جيش الربيع وانهزم، حلق طائر عنقاء همة السلطان كسرى مزين العالم بجناحيه، بعد انقضاء حفل النوروز بغرض تنظيم ملك خراسان، ولأنه فى الوقت الذى بعثر فيه الخاقان ساكن جنة عليين [أغا محمد خان] نظم عقد دولة الملك شاهرخ [الأفشارى] كما بعثر حبل عمره، خرج نادر ميرزا بن شاهرخ من عتبة سلطان العرش الرضا عليه التحية والثناء، واستظل بظل عطف أفغان هراة، إلى أن وصل خبر القضية غير المرضية للخاقان [ص 49] المغفور له إلى مسمع القاصى والدانى فى خراسان، وأصبحت مملكة خراسان خالية من الجيش المنصور، وكان الخاقان فاتح البلاد منشغلا بإطفاء نائرة فساد وفتنة صادق خان الشقاقى، وبتنظيم أمور أذربيچان، فاغتنم نادر ميرزا الفرصة، ووصل هو نفسه إلى مشهد المقدسة، واستراح فى تلك الأرض الشريفة، ومع أنه أرسل بعد قدومه العرائض المملوءة بالتضرع المشعرة على إعلان العبودية والطاعة إلى مرتبة العرش الأعلى، ولكن بسبب حركاته وأفعاله لم يكن يصل نسيم الصدق والإخلاص إلى مشام أمناء دولة الفلك.
صفحہ 79