وفى يوم السبت الثامن والعشرين من شهر صفر المظفر [1213 ه. ق] نظموا صفوف الحرب وأرسل الحضرة العلية مرة أخرى من أجل إقامة الحجة ميرزا موسى رئيس المنجمين إلى حسين قلى خان يدعوه إلى الطاعة بالرفق والملاطفة، فانتصح حسين قلى خان من النصيحة المقبولة وتيقظ من غفلة الوهم والغرور، وصار الذكى العاقل من سكرة الغرور والتكبر، وأدرك أن نجم السها معتم فى مقابل نجم البيضا «1»، وأن العصفور ضعيف فى مخلب طائر العقاب، وتوجه عن أمر الحرب إلى جانب ملك فلك العظمة، وتشفع بالعفو الخاقانى على هفواته وزلاته، وجرى إلى الأمام ودون اختيار وقبل ركاب الحضرة العلية، ولف الخاقان ذو الضمير الصافى يده حول رقبته، وأخذه من يده، وأحضره من ميدان الحرب إلى إيوان محفله، وأحضروا ولى خان- الذى كان قد أعلن العصيان والتمرد كفرانا بالنعمة- إلى الملك، ومع أنه كان فى المحاكمة الأولى، فقد سرى أيضا حكم بتأديبه من الجانب الكسروى، وفى تلك الليلة ظل الجيشان على المكان حتى صباح اليوم التالى، فنهض جيش معسكر حسين قلى خان من مكان إلى مكان، وانضم إلى معسكر الهمايون، ووفقا لحكم الخاقان فاتح البلاد، وصلت الأمتعة والمؤن والعتاد إلى معسكر العالم، ومن هناك تحرك اللواء المزين بالنصر إلى كمرة، وصار حكام ورؤساء العراق وفارس- الذين كانوا متفقين مع حسين قلى خان- متلذذين من مائدة الإحسان الخاقانى بالولائم المتخمة بفوائد العفو والصفح والإغماض، وبإذن الملك جوزاء الأعلام خطوا إلى طريق ديارهم، [بيت ترجمته].
الملوك متمتعون من الحظ والشباب ... فلا يقسون على ما تحت أيديهم
وعندما وصل هذا الخبر الموحش إلى الأنحاء، وكان الظن بأن تعلن الثورة والاضطرابات، فلا جرم فى أن عين عدة أشخاص من الأمراء لتنظيم أمور ومهام الولايات، وكان من بينهم، توجه محمد على خان القاجارى- الذى كان فى ذلك الوقت منضما إلى الركاب من إصفهان-[ص 44] إلى حدود فارس، وسار حسين قلى خان إلى كرمان، ونوروز خان عز الدينلو إلى جبل كيلويه وبهبهان، ووصل الموكب المنصور من كمره إلى دار الإيمان قم، وبعد زيارة البقعة الطيبة الموسوية، وفى أواسط شهر ربيع الآخر تباهت دار الخلافة طهران على أوج السماء من مقدم كسرى العصر.
15 - وقائع أيام الإقامة فى دار الخلافة طهران:
صفحہ 73