وعلى الرغم من أن إخضاع ذلك المكان فى هذه الأثناء لم يكن فى المنظور لبعض النواحى، لكن كان الاكتئاب يرتفع كلية عن عقله وفكره النشط عن طريق الاشتباك والاقتتال مع روس ذلك المكان. وطبقا للمقرر، توجه الرجال المكلفون إلى [قلعة] كوردشت ومن هناك اصطحبهم مهدى خان هزار جريبى ومعه عدد من حملة بنادق معسكر قلعة كوردشت، وعبروا مياه نهر أرس، وأخذوا بخناق روس ذلك المكان مثل الموت المفاجئ، وتجاوز الأمر عن استخدام المدافع والبنادق فى أقل معركة، وانحصر القتال والمعركة بين الجانبين بسونكى البندقية، بل ووصل الأمر إلى المصارعة، وقد تعلق جميع الجنود المسلمين والجنود الروس ببعضهم. وفى النهاية، انتصر جيش الإسلام وانهزمت جنود روسيا، ولم يقدر للجنود، الذين كانوا متحصنين فى البرجين المسميين بسيد ومخثر أن ينجو أحد منهم من مخلب الجيش الصائد للأسود، وقد جعلوا قرية مقرى سافلها عاليها. وحمل ميرزا أحمد وإبراهيم بك والجنود بيارق وأعلام الروس، وفى نخجوان تشرفوا بحضور الباهر النور وبنظام لائق منتصرين ومظفرين، وصار كل واحد من القواد والقادة موضع الإنعام والإحسان الوافر والرعاية اللامحصورة كل على قدر مراتبهم وخدمتهم. وكلف فوج الجنود الخوئيين بقيادة إحسان خان القائد مع عدد من الغلمان حملة البنادق بتأديب أرامنة قراباغ [ص 257] وعلى الرغم من أن الأرامنة المذكورين لم يأمنوا قلعة" قير" وهى من الحصون المشهورة فى قراباغ، وكانوا قد تحركوا من المكان نفسه فى اليوم نفسه، وكانوا قد سكنوا بمكان شديد الصعوبة وهو الذى كان محاطا من كل جانب باثنى عشر فرسخا من الغابة، فإن الجنود والغلمان حملة البنادق وصلوا إليهم بجرأة عن طريق" آذادتشيران" وأظهروا الحرب والقتال، وفى النهاية، أسروا نساءهم وأطفالهم وأغاروا على أموالهم ومتاعهم، وقتلوا الكثير من رجالهم، وعادوا إلى قراجه داغ عن طريق جسر" خدا آفرين" وفى عرض الطريق أيضا نجا بقية رجال الأرمن، الذين كانوا قد سحبوا أنفسهم إلى الغابات، من مخلب الجيش المنصور، وكانوا قد ظلوا يومين بليلتيهما يسحبون خفية أنفسهم أفواجا فى حماية أشجار الغابة، وعلى غفلة، كانوا يقفزون ويتحاربون بالقوة التى كانت لديهم إلى أن قتل المدعو أقاسى كبيرهم، فنفض الآخرون أيديهم مضطرين من مالهم وأولادهم، وعادوا إلى المكان نفسه. ولما أيقنوا أن الحصن والغابة والجبل والتل لم يستطيعوا منع هذا المصير، فقد أتوا بعد فترة مضطرين إلى قراجه داغ، واختاروا الراحة فى ظل الدولة القاهرة، ولشدة محبة نائب السلطنة أعطى لهم رحل متاعهم وأسراهم التى كان قد استولى عليها، وأنفق الأموال والبضائع الكثيرة من أجلهم.
صفحہ 298