ذهب طور مصوف القائد الروسى مع جمع إلى بداية حدود تفليس وباش آتشوق، وبعث برسالة إلى سليمان والى باش آتشوق وذلك بأن" نتقابل مقابلة الأصدقاء مع بعضنا البعض وأن نفتح أبواب الصلاح والفلاح على وجه عهدنا" وقد أعد فى الخفاء لوازم القبض عليه عن طريق الحيلة والمؤامرة، وبعد اللقاءات والمحادثات، ألقى القبض على سليمان خان وحمله إلى تفليس بمساعدة عدة أفراد من طائفة" باش آتشوق"، الذين كانوا قد عقدوا حزام وسطهم فى الظاهر من أجل خدمته وهم فى الباطن تحالفوا مع طور مصوف، وقعدوا لسليمان خان على مرصد الغدر والمكيدة. وبعد فترة أوكل إلى مسئولى الروس بأن ينقلوا سليمان خان فى أثناء الليل محبوسا من تفليس إلى بطرسبورج، فأخبر سليمان خان ليلا فى مجلس الشراب عن هذه العملية، فخلص نفسه من المجلس بتدابير كثيرة، وفر مع عدة أشخاص، وخرج من بوابة المدينة بلطائف الحيل وتغيير ملابسه، وفى الخارج حصل على الجواد والمرشد وتحرك بسرعة كاملة.
وقد روى عن قول الحكماء: إن العاقل ليس ذلك الذى يصون نفسه عن فخ البلاء وورطة العناء بل إن العاقل ذلك الذى إذا وقع فى الهلاك يخلص رقبته من مخلب البلاء بمعاونة فكره القويم، ويشد سفينة جسده من دوامة الهلاك إلى ساحل النجاة بعون ربان التدبير (العقل) [ص 239].
والخلاصة، أن سليمان خان وصل بنفسه إلى ولاية آخسقه، وبعث بسليمان بك أمير الديوان، الذى كان من مقربيه وأخيرهم، إلى بلاط ملجأ العالم السلطانى، وطلب صدور الفرمان بافتخار حسين خان القائد وشريف باشا والى آخسقة، وطلب أن يصدر الحكم من بلاط سماء الجاه بإخراج نفقات قيادة الجيش لمعاونته،" فاقترن" مطلبه بالنجاح وتوجه حسين خان القائد بفرمان السلطان إلى آخسقه ومعه الخزانة العامرة والجيش الجرار، وفى بداية قدوم القائد حضر عدة أفراد من ملاحى كارتيل وقراقلخان، الذين كانوا قد ضاقوا من سوء سلوك الروس، ورغبوا فى تعيين لوان ميرزا ابن والى الكرجستان على ذلك الإقليم فقبل حسين خان القائد ملتمسهم، وأرسله إلى كارتيل بالتجيهزات والاستعدادات اللائقة.
وقد تحارب سليمان خان بعد حضوره إلى باش آتشوق عدة مرات مع روس ذلك المكان فقتل بعضا من تلك الجماعة ونكب وخذل بعضهم ورجع، ولم يبق فى محل باش آتشوق فى يد الروس سوى قلعة واحدة، وبعد قدوم لوان ميرزا إلى كارتيل جمع جمعا من أهالى كارتيل وقراقلخان، وأعد لوازم السعى فى الحرب والصراع مع الروس.
صفحہ 281