203

مآثر سلطانیہ

المآثر السلطانية

اصناف

ولأنهما كانا مطمئنين بالكامل من أمر قلعة إيروان، بالإضافة إلى أن طوائف إيروان ورعيتها، لم يكن لهم ميل لاتباع الروس، وقد رحل بعضهم وعبر نهر آرس وذهب البعض الآخر إلى ناحية قارص، وكانوا فى مأمن وحماية من فتنة وفساد الروس، فقد جمع حسين خان وفرج الله خان وأمان الله خان طبقا لصلاح أحدهما للآخر مجاهدى ركاب أبواب جمعهم، وأدخلوا صادق خان عز الدينلو القاجارى ومعه فرقة الأفشار الروميين المعفو عنهم فى المفاسد، فى سرعة كاملة إلى ركاب الأمير العالى المقام. وفى خلال هذه الأوضاع، كان قد وصل جيش روسيا إلى مقربة من قرية" قرابابا" بنخجوان، فتوجه الأمير سعيد الحظ بنفسه النفيسة، وشاهد وضع العدو وعدده.

وعلى الرغم من أن محل [ص 200] نزولهم كان مكانا مرتفعا، ولم يكن له اقتحام من أية ناحية وكان صعبا هجوم الفرسان والمشاة على هذا المكان المرتفع، ودون جدوى أو فائدة، فقد رأى القادة الصلاح فى الحرب على تصور أنهم سيحاصرون أطراف ذلك المكان وجوانبه، فسيحاصرون الروس، وعزم النواب نائب السلطنة أيضا لصواب رأيهم، وفى أثناء القدوم إلى تلك المنطقة شاهد ورأى بالمنظار أن جيشا كبيرا يقدم من ناحية هضبتى سيستان لإمداد ومعاونة روس" قرابابا". وبالنظر إلى ارتفاع المكان ووصول كل هذه الإمدادات إلى تلك الجماعة فلم يكن يعتقد أن الإقدام على الحرب وإثارة غبار المعركة متضمنا أى فائدة، ولكن بسبب أن أحمال وعتاد الجيش المنصور كانت بعيدة ومحل نزول موكب النصرة كان واقعا وسط دره وكان ممكن السقوط والتوقف فى ذلك المكان ومع احتمال إغارة جيش الروس ليلا الخارج عن رؤية الحزم والصرامة، فلم تكن العودة دون حرب أيضا جديرة بالغيرة ولائقة بمنزلة العظمة والشوكة، وعلى الرغم من وصف إصرار الواقفين فى حضوره على الممانعة من الحرب ، فقد أصدر النواب نائب السلطنة ثانية الأمر بمحاربة الروس إلى القائد حسين خان وأمان الله خان الأفشارى ومعهما فرقة محمد خان زنكنه ومحمد بك القاجارى الأفشارى، الذى كان قائد جنود النيران وذلك من ناحية اليمين وإلى فرج الله خان الأفشارى وعلى خان القاجارى ومعهما فرقة حاتم خان بك الدنبلى ونبى خان كزازى وهم الذين كانوا أيضا قادة الجنود القاذفين بالنيران من ناحية اليسار ووصلت فرقة الجنود التبريزيون، نظرا لشجاعتهم ومهارتهم، إلى ذلك الجبل المرتفع، وأسقطوا جمعا من الروس من فوق قمة الجبل كالحجارة، وأسالوا دماء أجساد الروس القذرة على كل واحدة من هذه الصخور والتراب، وبسبب جهاد الجنود الباحثين عن النصر كادت تقام قمة جبل من الروس.

صفحہ 244