180

مآثر سلطانیہ

المآثر السلطانية

اصناف

ولما رأى مصطفى خان الشيروانى أنه قد حدثت مثل هذه الواقعة فقد صار مقترنا بالوحشة والحيرة ودخل من باب العجز والإلحاح وأرسل شخصا إلى بلاط صاحب الشوكة، وطلب الأمان عن طريق مدبرى أمر الديوان، وأراد أنه بعد الحصول على الأمان والاطمئنان يسلك طريق العبودية ويطوى مسلك الخدمة والخضوع. وبعد الإلحاح وطلب غلمان البلاط، كلف طبقا لأمر نائب السلطنة نجف قلى خان كروس وعطاء الله خان شاهسون على قمة جبل" فت"، الذى كان قد رحل إليها منذ فترة قبل ذلك مقدمة مصطفى خان مع أهالى مدينة شيروان، وكانوا قد شدوا رحالهم إلى هناك، وبعد المقابلة أظهروا له مراحم العقل القويم ذى العطف المختمر للأمير فريدون المثل. ونظرا لتقلب مصطفى خان وتلون مزاجه فقد كان يتشكك، وكان كل لحظة ينتقل من غصن إلى غصن كالطير، وكان يتعلل ويتسوف فى نية الحضور إلى صاحب الشوكة، ولم يدرك قبح المعنى على الرغم من أنه فيما سبق كان قد حضر إلى شاطئ نهر" كر" عند أحمد خان مقدم الحاكم العسكرى لتبريز، ولم يتخيل فى هذا الوقت أن موكب الإقبال قد نزل فى إجلال إلى تلك الديار، فيختار كما الخفاش البعد عن أشعة أنوار حضور شمس الأثار، وعندئذ ودون وعى أرسل محمد على بك بن خالته إلى ركاب شعار النصرة كى يدرك حضور باهر النور بدلا منه. وبعد الاطلاع على هذا القصد، عبر نائب السلطنة من نهر" كر" وتوجه إلى آق سو. وفى أثناء قدوم الموكب المسعود، كلف مقرب الحضرة إسماعيل بك [ص 178] مع فوج من المجاهدين المظفرين بإخضاع الحصن المتين" شريان" والاستيلاء عليه والذى كانت أطرافه أرض على الماء والطين والطرف الأخر محكم الأساس، وقرر أن يخضع حسين قلى خان القاجارى ذلك المكان من الطرف الأخر وعندئذ هجم إسماعيل بك وحسين قلى خان من الناحيتين وأخضعوا ذلك الحصن تحت سيطرتهم ووقع قتلى وأسرى لا حد لهم. وطبقا لأمر نائب السلطنة ردوا الأسرى والكثير من أموالهم، ورحلوا أهالى ذلك المكان مع أهالى مرادخانى، الذين كانوا فى تلك المناطق فى أثناء قدوم حسين قلى خان القاجارى وكانوا قد دخلوا تحت السيطرة وكانوا ما يقرب من ستة ألاف أسرة، وأرسلوهم إلى" مغان" وبسبب مشاهدة هذه الحالة تغيرت راحة بال مصطفى خان الشيروانى إلى القلق والاضطراب، فجعل سليم خان حاكم شكى واسطة عفو أخطائه، وقرر فى الظاهر أنه عزم على الحضور، وكان فى باطنه التفكير لحيلة ووسيلة أخرى، ووضع كل يوم بناء جديدا، وعطل الموكب العالى بتعلل اليوم وغدا فى" آق سو" إلى أن رحل شيخ على خان فوج الفرسان من الركاب المستطاب إلى ولاية" قبه" وتشرف هو بالحضور بالاتفاق مع حسين قلى خان حاكم باكويه وجمع كثير، واستدعى القيام بأمر" دربند" وانتظام تلك الحدود والثغور.

ولكنه فى تلك الأيام، وحيث كانت طرة بيرق الأعلام المنتهية بالنصر زينة وجه شاهد الإقبال والمرام، كانت قدرة تكبر أهالى شيروان ومقدرتهم تفوق طاقتهم فى ميدان الحرب والمعركة، ولم يكونوا يسكنون فى أوطانهم ولم ينزلوا من على قمة جبل" فت" إلا فى يوم كان قد ذهب فيه أمان الله خان مع عدد للحراسة، فخدع أهالى ذلك المكان بسبب ملاحظتهم قلة جيشه فأقدموا على محاربته، فقتلهم وأسرهم جميعا ورجع إلى معسكر النصر المعظم.

97 - تكليف بير قلى خان القاجارى وشيخ على خان على دربند وفزع

سليم خان [حاكم] شكى واطمئنانه

صفحہ 221