والخلاصة من مآثره وهو خاتم مكارم الأخلاق وطريق السعادة واليقظة وإرادة البرق وهى من آثار شعار السلطنة، هى أن الخاقان المغفور له تحرك سريعا مع الأخوان رفيعى الشأن جعفر قلى خان ومهدى قلى خان وبعض [ص 15] الأقارب والمخلصين من شيراز إلى إصفهان فى مسافة ثلاثة أيام، ومن هناك أداروا العنان واندفعوا إلى مقربة من مازندارن، وفى طهران لحق بالركب أبدال خان كردجهان بيكلو ورؤساء سائر الأكراد مع عشيرتهم وجماعتهم الذين كانوا مقيمين فى منازل الرى وإصفهان، أما الإخوة الآخرون لحضرته فى إستراباد فجاءوا إلى مازندران مع جمع بسبب خبر وفاة كريم خان واستقروا فى بلدة" بارفروش". وفى البداية ابتهجوا لبشرى تحرر الخاقان المغفور له، وفى النهاية وقفوا بالنفاق والعناد بسبب فتنة بعض الحساد، ووضعوا العوائق فى طريق الأخ المحظوظ، وعينوا جمعا لمنع وصول الخاقان المغفور له إلى" سوادكوه"، وبهذا انفصل بين ركاب حضرته وبين أخيه الآخر رضا قلى خان الذى فر إلى مازندران وأظهر مسلك عدم الوفاء، فبعث الخاقان المغفور له ب جعفر قلى خان إلى مرتضى قلى خان وأعطاه رسالة" بأنه على الرغم من البعد لعدة سنين، فلو لم يكن لهم رغبة فى ملاقاتنا، فشوق الاضطرابات متعلق بنا، وحتى الآن لم يصدر ولم يظهر من جانبنا الأمر الباعث على هذا التجنب والملل والموجب لعدم الرغبة هذه والقيل والقال وأنه كان يجب أن نحذر من الخلاف والنفاق وأن نسلم إلى الوفاق والاتفاق".
صفحہ 44