مآثر الأبرار
مآثر الأبرار
اصناف
قال الواقدي: وقد روى نافع عن ابن عمر، أنه وجد في بدن جعفر اثنتان وسبعون طعنة، أو ضربة بسيف وقال البلاذري: قطعت يداه، وكذلك قال رسول الله : [((لقد أبدله الله بهما] جناحين يطير بهما في الجنة )) [ولذلك سمي الطيار].
قال الواقدي: ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فنكل يسيرا، ثم حمل فقاتل حتى قتل، فانهزم المسلمون أسوأ هزيمة كانت في كل وجه، ثم تراجعوا فأخذ اللواء خالد بن الوليد وحمل به ساعة، وجعل المشركون يحملون عليه حتى دهمه منهم بشر كثير، وانحاز بالمسلمين، وانكشفوا راجعين.
قال الواقدي : إن النبي يوم التقى الناس بمؤتة جلس على المنبر، وكشف له ما بينه وبين الشام[فهو ينظر إلى معركتهم].
فقال : ((أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل [بها] ثم قتل، ثم أخذها جعفر بن أبي طالب فقاتل [بها] فقتل)) وسكت عن عبد الله بن رواحة؛ فتغير وجوه الأنصار، وظنوا أنه قد كان من عبد الله بعض ما يكرهون، ثم قال: ((أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل شهيدا)) ثم قال((لقد رفعوا إلى الجنة في ما يرى النائم، على سرر من ذهب، فرأيت في سرير ابن رواحة إزورارا عن سريري صاحبيه، فقلت: لم هذا؟ فقيل:لأنهما مضيا وتردد بعض التردد)).
قال الواقدي: إن خالد بن الوليد انكشف بالناس يومئذ حتى عير وعيروا بالفرار، وتشاءم الناس به.
قال: وروى أبو سعيد الخدري قال: أقبل خالد بالناس منهزمين فتلقاهم أهل المدينة يحثون في وجوههم التراب، ويقولون: يا فرار، أفررتم في سبيل الله. فقال رسول الله : ((ليسوا بالفرار، ولكنهم الكرار )).
صفحہ 199