Ma'arij al-Qubool bi Sharh Sullam al-Wusool

Hafiz ibn Ahmad Hakami d. 1377 AH
48

Ma'arij al-Qubool bi Sharh Sullam al-Wusool

معارج القبول بشرح سلم الوصول

تحقیق کنندہ

عمر بن محمود أبو عمر

ناشر

دار ابن القيم

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م

پبلشر کا مقام

الدمام

اصناف

يَقُمْ لِقُوَّتِهِ شَيْءٌ وَهُوَ الشَّدِيدُ الْمِحَالِ، الْوَلِيُّ لِلْمُؤْمِنِينَ فَلَا غَالِبَ لِمَنْ تَوَلَّاهُ وَإِذَا أَرَادَ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ الْحَمِيدُ الَّذِي ثَبَتَ لَهُ جَمِيعُ أَنْوَاعِ الْمَحَامِدِ وَهَلْ يَثْبُتُ الْحَمْدُ إِلَّا لِذِي الْعِزَّةِ وَالْجَلَالِ، فَلَهُ الْحَمْدُ كَمَا يَقُولُ وَخَيْرًا مِمَّا نَقُولُ لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْهِ هُوَ كَمَا أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ وَكَيْفَ يُحْصِي الْعَبْدُ الضَّعِيفُ ثَنَاءً عَلَى الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ. الْمُحْصِي الَّذِي أَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا وَهُوَ الْقَائِلُ: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ [يس: ٢١] الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الَّذِي قَالَ وَهُوَ أَصْدَقُ الْقَائِلِينَ: ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ [الْأَنْبِيَاءِ: ١٠٤] ﴿هُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾ [الرُّومِ: ٧٢] وَأَنَّى يُعْجِزُهُ إِعَادَتُهُ وَقَدْ خَلَقَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا كُلٌّ يَعْلَمُ ذَلِكَ وَيُقِرُّ بِهِ بِلَا نَكِيرٍ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الَّذِي انْفَرَدَ بِالْإِحْيَاءِ وَالْإِمَاتَةِ فَلَوِ اجْتَمَعَ الْخَلْقُ عَلَى إِمَاتَةِ نَفْسٍ هُوَ مُحْيِيهَا أَوْ إِحْيَاءِ نَفْسٍ هُوَ مُمِيتُهَا لَمْ يَكُ ذَلِكَ مُمْكِنًا وَهَلْ يَقْدِرُ الْمَخْلُوقُ الضَّعِيفُ عَلَى دَفْعِ إِرَادَةِ الْخَالِقِ الْعَلَّامِ. الْحَيُّ الدَّائِمُ الْبَاقِي الَّذِي لَا يَمُوتُ وَكُلُّ مَا سِوَاهُ زَائِلٌ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرَّحْمَنِ: ٢٧٠] الْقَيُّومُ الَّذِي قَامَ بِنَفْسِهِ وَلَا قِوَامَ لِخَلْقِهِ إِلَّا بِهِ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ فَلَا يَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ إِلَيْهِ فَقِيرٌ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الَّذِي لَا شَرِيكَ لَهُ فِي إِلَهِيَّتِهِ وَرُبُوبِيَّتِهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَمَلَكُوتِهِ وَجَبَرُوتِهِ وَعَظَمَتِهِ وَكِبْرِيَائِهِ وَجَلَالِهِ لَا ضِدَّ لَهُ وَلَا نِدَّ وَلَا شَبِيهَ وَلَا كُفُؤَ وَلَا عَدِيلَ. الصَّمَدُ الَّذِي يَصْمُدُ إِلَيْهِ جَمِيعُ الْخَلَائِقِ فِي حَوَائِجِهِمْ وَمَسَائِلِهِمْ فَهُوَ الْمَقْصُودُ إِلَيْهِ فِي الرَّغَائِبِ الْمُسْتَغَاثُ بِهِ عِنْدَ الْمَصَائِبِ فَإِلَيْهِ مُنْتَهَى الطَّلَبَاتِ وَمِنْهُ يُسْأَلُ قَضَاءُ الْحَاجَاتِ وَهُوَ الَّذِي لَا تَعْتَرِيهِ الْآفَاتُ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَهُوَ السَّيِّدُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي سُؤْدُدِهِ وَالْعَظِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عَظْمَتِهِ وَالْحَلِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِلْمِهِ وَالْعَلِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عِلْمِهِ وَالْحَكِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِكْمَتِهِ وَهُوَ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي صِفَاتِ الْكَمَالِ وَلَا تَنْبَغِي هَذِهِ الصِّفَاتُ لِغَيْرِ الْمَلِكِ الْجَلِيلِ الْقَادِرُ الْمُقْتَدِرُ الَّذِي إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شيء في السموات وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. الْمُقَدِّمُ الْمُؤَخِّرُ بِقُدْرَتِهِ الشَّامِلَةِ وَمَشِيئَتِهِ النَّافِذَةِ عَلَى وَفْقِ مَا قَدَّرَهُ وَسَبَقَ بِهِ عِلْمُهُ وَتَمَّتْ بِهِ كَلِمَتُهُ بِلَا تَبْدِيلٍ وَلَا

1 / 52