Ma'alim Fi Al-Suluk Wa Tazkiyat Al-Nafs
معالم في السلوك وتزكية النفوس
ناشر
دار الوطن
ایڈیشن نمبر
الأولى ١٤١٤هـ
اصناف
كما أخبر النبي ﷺ أن صاحب الخلق الحسن يبلغ بخلقه درجة الصائم القائم فقال: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجات الصائم القائم» (١) .
وجاء في أحاديث أخرى أن حسن الخلق أثقل ما يوضع في الميزان ن وأن صاحبه أحب الناس إلى الله وأقربهم من النبيين مجلسًا.
فقال ﷺ: «ما من شئ يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق» (٢) .
وقال ﷺ: «ألا أخبركم بأحبكم إلى الله وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة؟ قالو ا: بلى: قال: أحسنكم خلقًا (٣») (٤) .
قال ابن القيم ﵀: «الدين كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين» (٥) .
١ وقال ابن رجب ﵀ عند شرحه لقوله ﷺ: «وخالق الناس بخلق حسن) (٦) .
«هذا من خصال التقوى، ولا تتم التقوى إلا به، وإنما إفراده بالذكر الحاجة إلى بيانه، فإن كثيرًا من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله دون حقوق عباده ن فنص له على الأمر بإحسان العشرة للناس، فكثيرًا ما يغلب على من يعتني بالقيام بحقوق الله، والانعكاف على محبته وخشيته وطاعته إهمالُ حقوق العباد بالكلية او التقصير فيها، والجمع بين القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز جدًا
_________
(١) أخرجه أحمد ٦/٩٤، وأبو داود ح (٤٧٩٨) .
(٢) أخرجه احمد ٦/٤٤٢،وأبو داود ح (٤٧٩٩)، والترمذي ح (٢..٤) وقال:حسن صحيح.
(٣) أخرجه ابن حبان ح (٤٧٨) .
(٤) انظر جامع العلوم والحكم لابن رجب (١/٤٥٤ – ٤٥٦)، ومدارج السالكين (٢/٣.٤ – ٣.٧) .
(٥) مدارج السالكين ٢/٣.٧.
(٦) جزء من حديث أخرجه أحمد (٥/١٥٣)، والترمذي ح (١٩٨٧)، والدا رمي (٢/٣٢٣) .
1 / 10