وإن العقل السليم لا يقبله.
وأن لا رقة فيه، والرقة من خصائص الشعر.
وأنه لا منطق يدعمه، والمنطق ركن الشعر والنثر.
وأنه لا قبل له على النقد والتمحيص، وكلاهما من أول أعمال الأدب.
وأن لا فلسفة فيه، والفلسفة روح الآداب على الإطلاق.
وأنه يظهر الأمور بغير حقيقتها، وأقصى غايات الأدب الحقيقة.
الكذب خداع، والأدب صدق.
الكذب عجز، والأدب مقدرة.
الكذب جبن، والأدب بسالة.
لو وقفت ومادح حصان أنور بحضرة مجلس أدبي، ليعطي كل منا حسابا عما قاله، فهل أستطيع أن أدغم بشيء من البرهان قولي في قصيدتي السابقة: «لو يفتدي حكم الإله رايتنا ...» إلخ. ألا يكون عندي في تلك الدقيقة «السكوت من ذهب»؟ وهل يتمكن رفيقي من إقناع سائليه بكل ما له من الفصاحة والشهرة ، بإمكانية ترديد صهيل ذاك الحصان في قلب أوروبا، أم يطرق صامتا ويؤمن بمرارة أن «حبل الكذب قصير؟»
نامعلوم صفحہ