وعلى ذلك يمكننا أن نستنتج أن نشأة العرب المستعربة كانت تعاصر أواخر أيام الأسرة الثانية عشرة المصرية وأوائل عهد الهكسوس، وذلك بمقابلة هذه التواريخ بالتواريخ التي حددها العلامة برستد
Breasted
للأسرات المصرية، ونحب أن نذكر أيضا أن هذا فيه شيء غير قليل من الحدس والتخمين.
وسنتكلم في الفقرة التالية عن بعض الفوارق بين العرب القحطانية والعرب العدنانية.
بعض الفوارق بين عرب الجنوب وعرب الشمال
الفروق بين الشعبين كثيرة يرجع بعضها إلى البيئة الطبيعية أو نظام الاجتماع أو اللغة أو الدين أو غير ذلك، وقد رأينا أن نلخصها هنا قبل تفصيل الكلام لنسترشد بها كمبادئ أساسية أثناء دراسة تاريخ كل منهما؛ وأهم هذه الفروق ما يأتي: (1)
أن عرب الجنوب في الغالب أهل إقامة على عكس عرب الشمال الذين تغلب فيهم البداوة، الأولون يسكنون بيوتا مشيدة في مدائن، والآخرون يسكنون بيوتا من الشعر أو الجلد يضربونها حيث يطيب لهم المقام، وظاهر أن طبيعة كل من المنطقتين كانت ذات أثر في ذلك. (2)
أن لغة أهل الجنوب المعروفة بالحميرية وإن كانت لغة سامية إلا أنها تختلف عن لغة أهل الشمال العربية في الضمائر وأسماء الإشارة وغير ذلك من أحوال الاشتقاق والتعريف، حتى لقد كان أهل الجنوب لا يفهمون لغة نجد وأهل الحجاز التي انتشرت انتشارا كبيرا بالنسبة إلى اللغة الحميرية التي أصبحت في صدر الإسلام غير معروفة. (3)
أن الخط المسند الحميري الذي كان يكتب بحروف منفصلة، والذي كان مشتقا من الخط الفينيقي المأخوذ من الخط السينائي المأخوذ من الخط الهيروغليفي، كان يختلف عن خط أهل الشمال على الرغم من أنه مأخوذ منه. (4)
كان يشترك الشعبان في الوثنية وفي عبادة الأصنام، ولكن آلهة الجنوب كانت تمت بصلة إلى آلهة بابل على عكس آلهة الشمال. (5)
نامعلوم صفحہ