أما النسابون من العرب فيقولون: إن هودا هو ابن جائر بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام.
وتكاد تجمع المصادر أن نبيهم صالحا أرسل إليهم في الفترة ما بين هود وإبراهيم، ولكنا - على الرغم من ذلك - لا نستطيع أن نجزم في أي عصر عاشوا. (أ) ثمود والكشوف الحديثة
زار أكثر من واحد من المستشرقين آثار ثمود وكتبوا عنها، وكان أهم ما عثروا عليه من الآثار هو ما يعرف بقصر البنت وقبر الباشا والقلعة والبرج.
أما النقوش التي شاهدوها على هذه الآثار فمعظمها بالخط الآرامي وبعضها بالمسند، ولغتها هي العربية الشمالية التي لا تختلف - إلا في قليل - عن العربية الفصحى المعروفة، وهي تتضمن عبارات دينية، مما ينقش عادة على قبور كثير من الأمم، وهي ليست - في حد ذاتها - كبيرة الفائدة من الناحية التاريخية، ولكنا نستطيع أن نستنتج منها أن بعض العلاقات ربطت ما بين ثمود ودولة الأنباط، التي كانت عاصمتها مدينة بطره في الشمال.
ونحن نثبت هنا - نقلا عن «تاريخ العرب قبل الإسلام» للأستاذ جرجي زيدان - ترجمة عهد كتبه على قبره رجل اسمه عائذ بن كهيل:
هذا القبر الذي بناه عائذ بن كهيل بن القيس لنفسه وأولاده وأعقابه، ولمن يكون في يده كتاب من يد عائذ يبيح له ولأي واحد يخوله عائذ في حياته أن يدفن فيه، في شهر أبريل في السنة التاسعة للحارث ملك الأنباط محب شعبه «وذلك حوالي سنة 18م» ولعن ذو الشرى ومناة وقيس كل من يبيع هذا القبر أو يشتريه أو يرهنه أو يهبه أو يؤجره أو ينقش عليه شيئا آخر، أو يدفن فيه أحدا إلا الذين كتبت أسماؤهم أعلاه ... ا.ه.
أقصوصة طسم وجديس
طسم وجديس ابنا عم، يصعد النسابون نسبهما إلى سام بن نوح عليه السلام، أما موطنهما فقد حدد له المؤرخون منطقة اليمامة، وكانت تسمى فيما مضى جو، ويدل سياق الأقصوصة على أن الغلبة كانت لطسم، فكان منها الحكام والسادة، وحدث أن ولى ملك من طسم اختلف القصاص في اسمه؛ فبعضهم يسميه عملوق، وآخرون عملاق، وغيرهم عمليق، وكان عملوق هذا فاجرا ظالما سيئ السيرة، وكان يستذل جديسا وينتهك أعراضها، ويسوقون تدليلا على شناعة فعاله أن امرأة من جديس خاصمت زوجها إلى عملوق هذا، تريد أن تأخذ ابنها منه ويريد هو أن يحتفظ بالغلام، فكان حكم عملوق أن يرسل الغلام مع عبيده، وأن تباع المرأة والرجل فيأخذ الرجل خمس ثمن المرأة وتأخذ المرأة عشر ثمن الرجل وفي هذا قالت المرأة واسمها هزيلة:
أتينا أخا طسم ليحكم بيننا
فأصدر حكما في هزيلة ظالما
نامعلوم صفحہ