من الأعراب، وهم بالقرب من «الثريا»(1) ينتظرون ركوب الخليفة إلى «الثريا»، فإذا قاربها ركضوا حتى [148 آ] يدخلوا يم من ثلم قد كانت استهدمت في سور الحلبة، وساروا فى طليه متليمين حتى يوقعوا به ويحكموا ويخرجوا على أنهم شراة، ويمضون على وجوههم. فلما قر أث الرآقعة هالنى ذلك فقلت : أعز الله الأستاذ هذا عندك حق؟ قال: نعم كما أنك (.) (2) فما الذي عندك؟ قلت : يا سيدي! هذا أمر عظيم وعندي فيه رأي ولرأي الأستاذ فضيله.
~~قال: قل ما عندك، قلت: إن الأمر ليس لك كله ولك من يعارضك من خارج ومن داخل فيغلب أمره أمرك، ولست آمن إن توضح هذا بما توضح به مثله من بلاغة ورفعة لا قضاة ولا عدول، فينكر منكر، ويحلف حالف، ويلجأ آخر إلى من يمنعه ويكذب عنه، ويغرم آخر مالا فيكون المصدق في جميع قوله، ويصير هؤلاء كلهم أعداءك، وهم أجلاء مياسير لهم صدق وقدر، فيصدق قوم، ويكذب آخرون. والصواب عندي أن تمنع الخليفة [148 ب] من الركوب إلى «الثريا» حتى تعمر السور كله، وتوكل ب«الثريا» من يحفظها بسورها وأبوابها بنوائب، وإن أراد الركوب إليها فلم يمكنك دفعه، استظهرت بالغلمان والعدة، وينظر هؤلاء النفر فإنهم لم يحملوا أنفسهم على هذا الخطر العظيم إلا لرغبة أو لرهبة، فمن كان منهم خائفا أمنته) ومن كان فتعطلا وليته، ومن كان مستزيدا زدته، فإن الإحسان يصير العدو وليا وإن أمكنك أن تولى ) منهم قوما وتخرجهم فافعل ، ولا تخبر السلطان بشيء مما ذكر فإنه يرتاع له») ولا يستبقيه كاستبقائك له، ولا بد من أن يظهر من جهة ذلك أو شيء منه، فتصير فيه إلى ما حذرته وتتخذ أنت هؤلاء أولياء، وتنفرد بالإحسان إليهم، فإن أردت بعد هذا أن تعرف أحدا منهم إنعامك عليه، أومأت إليه بشيء مما كان قرن به، وعرفته قيامك ذلك الوقت بقدره، ومجازاتك بالبصر والإحسان عنه، فعلت ما شئت من ذلك. وكان نصر رجلا عاقلا، فلما سمع هذا قال لي : قم إلى (149 1] منزلك، فإني وجهت إليك في وقت يرتاع الناس منه، فانصرفت، فلم يترك شيئا مما أشرت به إلا فعله. وسعى في ولاية واحد واحد من القوم، فأخرج واحدا إلى سواد الكوفة، وأخرج اخر إلى ديار ربيعة. فلما حكى للمقتدر ما حكى له وخرج قلت : أعز الله ر برس حه گاي، رم وقد كانت أشياء أيضا لم يعلم بها عملت فيها نحو ذلك.
صفحہ 148