ما ہی سینیما
ما هي السينما!: من منظور أندريه بازان
اصناف
وأعطاه عنوانا فرعيا «المواسم الأربعة» («لي كواتر سيزون») في تضاد مع عناوين أفلام روسيليني مثل «جرمانيا: السنة صفر» («جرمانيا آنو زيرو»)، أو «أوروبا 51»، لكنه يظل تاريخيا رغم كل هذا.
33
أراد روكييه بإبطاء الإيقاع أن تدرك الأرض بالمعنى الحرفي للكلمة، بما تشمله من برك الطين، والرجال والنساء العاديين، والحيوانات وروثها ... أيا ما كان ما تجاوزته السينما التقليدية أو أهملته من باب الذوق في إطار اهتمامها بالدراما والفن. قال بازان: «فهم روكييه أن الاحتمالية حلت ببطء محل الحقيقة، وأن الواقع تحلل ببطء داخل الواقعية؛ لذا شرع في مهمة صعبة لإعادة اكتشاف الواقع، وإعادته إلى ضوء النهار، وإفاقته عاريا من بركة غرق الفنون.»
34
بازان ليس ساذجا. حتى لو كان فيلم «فاروبيك» قد تخلص من المجازات المعيية و«الجمالية الطفيلية» اللتين استنكرهما بازان، فإنه لم يكن ليصور ما هو واقعي مباشرة. يقول بازان في واحدة من صيغه المميزة: «لهذا فإن أكثر الفنون واقعية تتشارك الكثير الشائع، ولا يمكنها الاستحواذ بالكامل على الواقع؛ بسبب أن الواقع يجب أن يتملص منها حتما في وقت ما. ولا شك أنه قد يمكن لأسلوب محسن ومطبق بمهارة تضييق ثقوب الشبكة لكن الفرد يكون مجبرا على الاختيار بين نوع من الواقعية ونوع آخر.»
35
وفي مقالاته عن الواقعية الجديدة، تصف الشبكة أو المصفاة العلاقة بين صانع الفيلم وموضوعه. في كل فيلم، يصلنا قسم ونوع معين من المعلومات من بين تدفق زائد عن الحد من البث المرئي؛ أو بمعنى آخر ، ما يعرض على الشاشة، أيا ما يكن، يمكن القول إنه صنع الشاشة من خلال مصفاة العدسة. وكما هو الحال مع مرشح الأشعة تحت الحمراء، يمكن للاختزال إظهار بنية الموضوع، وتسليط الضوء على تفاصيل يصعب تمييزها بأي شكل آخر.
36
ربما تكون هذه المصفاة هي المعادل المكاني للحذف الزمني؛ حيث إنهما كليهما يختصران المعلومات لخدمة الوضوح والاتساق والأثر، وأصبح بازان يفضلها بوصفها كناية عن السينما. في النهاية، يعتمد الحذف على قرار المحرر بخصوص ما هو مهم دراميا. وبينما يستخدم لينارت كلمة «مونتير» للإشارة إلى تحرير اللقطات الخام الملتقطة سابقا أو من قبل شخص آخر، يستخدم مالرو كلمة «قاطع» للإشارة إلى «التحرير الذهني» الذي يخوضه صانع الفيلم أثناء تحضيره للسيناريو، لكنهما يشيران إلى فرض نظام ما على الزمان والمكان الأوليين. لم يكن بازان مستعدا للتخلي عن القوة الكامنة في هذه الأولية. لو كان المخرج الإيطالي فيتوريو دي سيكا قام بتقطيع مشاهد فيلمه «أمبرتو دي» (1952) طبقا لمبادئ الحذف، لاختزل أشهر مشاهد الفيلم، الخادمة الحبلى تطحن القهوة في الصباح، إلى ثوان معدودات. لكن دي سيكا ترك الكاميرا تدور وتشمل أحداثا عشوائية؛ مثل رشها الماء على حشرات على المنضدة، وإغلاق الباب بقدمها. ورغم أن هذه التفاصيل غير مهمة، فهي تملأ الفيلم، وشغلت نقد الفيلم منذ ذلك الحين.
37
نامعلوم صفحہ