162

لادنا، فتابعهم على ذلك ، وأجمعوا على قتل حسان ، إلا ذا يرعين الحميرى ، فإنه لما استشاره نهاه وقال له : إنكم أهل بيت مملكتنا ، فلا تقتل أخاك فتشتت أمر مملكتك وتوهن من عظمك بقطع رحمك . فإن لذلك عاقبة وخيمة أصونك عن ذكرها لك ، فقال : لا بد من ذلك الآن . وكان ذو رعين شريفا من حمير كبيرا ، فقال : الآن ولا بد ؟ فإنى أودعك صحيفة أختم عليها وتحفظها ى عندك ، فإن لى بغية وحاجة فيها . ففعل ذلك وأودعه عمرا . وأمضى عمرو أيه . فلما أيقن أخوه بالقتل قال :

با عمرو لا تعحل على منيتى

فالملك تأخذه بغير قتال(

فأبى إلا قتله فقتله ، ورجع بمن معه من جنده إلى اليمن . فلما فعل تلك الفعلة بأخيه منع النوم وسلط عليه السهر. فهده ذلك ، فسأل الأطباء والحزاة والكهان والعرافين عن حاله . فقال له قائل منهم : إنه والله ما قتل رجل أخاه أو ذا رحم بغيا ، كما قتلت أخاك ، إلا ذهب نومه وسلط عليه السهر وانتهى به الى ما يكون فيه العطب . فلما رأى علته فى تزايد ، جعل يقتل من كان أشار عليه قتل أخيه حسان ، من أشراف حمير وقبائل اليمن ، حتى خلص إلى ذى رعين . فلما أراد قتله ، قال : إن لى عندك تراءة مما تريد أن تصنع بى ، فإنى نهيتك عما أشار به قومك فلم تنته ، وأودعتك كتابا إذا أخرجته عرفت منه براءتى . فأمر بإخراج الصحيفة وفض ختمها ، فإذا فيها بيتان من الشعر هما :

لا من يشترى سهرا بنوم

سعيد من يبيت قرير عين

فإن تك حمير غدرت وخانت

فمعذرة الإله لذى رعين

صفحہ 162